46. الخطة والخدمة.

909 119 34
                                    

هيدال.

كان أزرق العينين قد أمسك بالعميل الهارب بين يديه. غاضبٌ هو، وعلى بعد خطوات قليلة عن إرتكاب جريمة قتل.

"ما الذي يخفيه عنا الرئيس؟" كرر نفس السؤال مرارًا، وكان الهارب يرمقه بنظرة مهزومة..وكأنه أدرك الآن أنه محاصر تمامًا.

ماتيلدا تتشبث بذراع أزرق الأعين الذي نادته ب'العميل 5' وتخبره أن يهدأ. بينما أقف انا وأشاهد ما يحدث ثم اقرأ ما يفكرون به.

العجيب أن الهارب، وبالرغم من أنه محاصر تماما إلا أنه يكتم ما بجعبته حتى هذه اللحظة، ولذلك عجزت عن قراءة أفكاره. على الرغم من أن ذلك كان لينقذ الموقف ويروي فضولنا جميعًا.

القلق ينتاب باقي العملاء، الحيرة ظاهرة على محياهم وأفكارهم تضج بالشكوك. هل يعرف الرئيس أنه يهدم عصابته بنفسه في هذه اللحظة؟

كان العميل 5 ما يزال يصرخ على الهارب أن يفصح عن معلوماته، وحين زاد به الغضب أخذ يشاجر ماتيلدا، فيخبرها أنه يعرف أن ذلك كان ليحدث..وأن ما قاله لها لم يكن كذبًا وها هو الدليل، فتدمع أعين ماتيلدا بخفة ويهاجم اليأس أفكارها.

رفعت ماتيلدا عينيها نحوه، وأرخت كفها فوق صدره..ثم همست برعب:' هل يعقل أنه ذاهب ليقتل لايدا؟"

وهنا غرس حديثها في قلبي، وضقت ذرعًا من كل هذا الهراء فجذبت الهارب الملعون من ملابسه المهترئة، وسحبته معي خلف بضع من أشجار الغابة.

"ما الذي تفعله؟" صرخ العميل 5، وأخبرته أن ينتظر حتى أعود بالمعلومات. كان ليأتي خلفي لولا أن أعاقته ماتيلدا.

ألقيت به بقوة لم أتحكم بها فإصتدم بجذع الشجرة ورمقني في خوف وعند مقززين. "اذا كان خوفك من رئيسك يمنعك عن الحديث فانا سأقتل رئيسك قريبًا ولن تحتاج للخوف، هل تفهم ما أقول؟"

لم أكن أنوي أن أجعله يتحدث، يكفيني أن يفقد قليلًا من عزمه فيتسنى لي قراءة أفكاره وربما رؤية البعض من ذكرايته.

حدق في عيناي بصمت، وفعلت المثل لبضعة ثوانٍ. "اذا إستجوبتني وحيدًا او فعلت ذلك على الملأ، هذا لن يغير من قراري في شيء."

كان عدائيًا بشكل مبالغ فيه، واستطعت أن أرى جزءًا من ذاكرته لرجل ذو نبرة متغطرسة يضع قناعًا فاتحًا ويأمره بأن يقتلني. إنه الرئيس، ويبدو أن أوامر الرئيس تؤثر به لدرجة تجعله يكن مشاعر كره شخصية نحوي.

"اذا فرئيسك قد أمرك بقتلي؟" أردفت، وتوتر الرجل حتى أن رعشة طفيفة قد سرت بجسده. في تلك اللحظة القصيرة وصلت لمرادي و تسنى لي رؤية الكثير...الكثير جدًا.

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن