ماتيلدا.
أمعنت التركيز في تحركاته وأفكاره التي لم يفصح عنها، كان مايڤ يعرض علي مرارًا أن أضطلع على خطته للاستيلاء على الحكم ثم يتراجع في اللحظة الأخيرة ويمتنع عن الحديث دون ذكر السبب. لكن ليس هذه المرة.
كل جزء من الخطة ولو كان ضئيلًا قد حفر في عقله، ولكن هنالك منعطف لا يرغب بأخذي نحوه، منعطف بدى وكأنه يمتلك جزءً يلزم حدوثه ولا مجال للتخلي عنه،ولن يعجبني في ذات الوقت.
" مايڤ ؟" ناديته بخفة أثناء مكوثنا في غرفته وحدنا، وزفر كمًا من الهواء قبل أن يشرح.
"إن ميين مملكة وحشية بشكل أو بآخر، مبدأها بسيط جدًا..الأكثر قسوة ينتصر، ولذلك علي أن أكون الأقسى. تلك هي الفكرة الرئيسية."
"وكيف ترغب بأن تصير الأقسى؟"
"على شعوب الممالك أن ترى ذلك بعينيها." أجاب، وأرخيت كفي فوق خده الدافئ بنفاذ صبر، ثم كررت "كيف؟"
رمقني مستجمعًا قواه كما يفعل عادة عندما يكون بقربي، إن مشاعره تفيض من بين ثنايا عينيه فلو رآه عملاؤه ما صدقوا أنه قائدهم العظيم. هكذا أيقنت أن المشاعر تجعلنا ضعفاء، وكنت أعرف ما يرغب بقوله مسبقًا، لكنني أردت أن أستمع لكلماته تنزلق من بين شفتيه.
"هنالك طريقة واحدة فقط تضمن لي النصر سريعُا." قال، وأكمل جملته جادًا "سأقتل الڤيرودوس أمام الجميع."
أخذت أنفاسي وأبعدت كفي عن خده في احتراس. تلك هي اللحظة المقيتة التي يحدث بها ما كنت تعرفه وتتمنى ألا يحدث، حين تصفعك الحقيقة بالواقع وتراقبك الأمنيات عن بعد، مثلما تتوالى علي أخبار لايدا فأنصت لها..ثم ألقيها في زاوية رثة من عقلي وكأنني لا أمتلك من الوقت ما يكفي.
فجأة صارت الأسئلة تتردد على مسامعي مرارًا. منذ متى صارت لايدا تنال على ذاك القدر المتلاشي من الاهتمام مني، وكيف لم أفكر ليلة في البحث عنها منذ بدأت في معرفة أخبارها ؟ بأي حق أقلق الآن؟ بأي حق ترمق عيني مايڤ من أمامي بنظرة إزدراء خائبة لا أقوى على إخفائها؟
"انت تفعل مثلما يفعلون جميعًا." همست، وهز رأسه متعجبًا.
"مثل مجلس الشيوخ، مثل كل العصابات الأخرى التي تستحقرها انت. مثل الرؤساء الذين يصعدون لمناصبهم عبر دهس شخص بلا ذنب أسفل أقدامهم."
"الڤيرودوس هي شخص بلا ذنب؟" سأل، وتوسعت عيناي في صدمة.
"ما الذي تقوله؟ إنها لايدا، أختي! هي لم تختر يومًا أن يسكنها شيطان أو سحر أحمق." صحت. زفر مايڤ الهواء وسحب خصلات شعره للخلف ثم أعقب:"كان الأمر ليصبح أسهل لو كان سحرًا أحمقًا، لكنه أمر جدي لا مفر منه..أختك ستُمحى من هذا العالم ويحل محلها شر دامٍ لا يأبه بشيء ولا يقدر على إيقافه أحد. هل يعد القضاء على الشر شرًا؟"
أنت تقرأ
أليماندرا- | الطريق لك |
Historical Fiction" أنتِ وحش ! " صرخ بكل ما أوتي من قوة أسفل جسدها. " كل الوحوش هم بشر." لفظت بهدوء من بين شفاهها الدامية ، تقترب منه بسكين ضخم حاد الطرف. " ما رأيك أن نلعب لعبة..؟" إرتعشت أطرافه بعنف ، كل إنش منه يصرخ بأنها النهاية..هو سينتهي على يد حسناء شقراء ا...
