ماتيلدا.
إنه وكأن قدماي لم تعودا ملكي..فصارتا تحركانني الى حيث ترغبان ولا يد لي في ذلك، وكأن عيناي ليستا بعيناي فلا أرى سوى وجهًا واحدًا كلما أغمضتهما أو فتحتهما، وكأن قلبي ليس بقلبي وعقلي ليس لي.
وكأن كل جزء مني يجرد من نفسه جزءًا آخر حتى أعجز عن إختيار أيهم أتبع.
أسير مسرعة نحو غرفة الرئيس الموحشة، حيث يتأهب الحراس وأغدو على استعداد لاحتضان سيوفهم وسط صدري فداءً لما سأراه وراء الباب.
ما في الخلف هو دائمًا كابوسك الاسوأ او حلمك الوحيد..هكذا هو كل مجهول.
"أرغب بمقابلة الرئيس." أخبرت حارسًا متوسط البنية رمقني مستكشفًا أسفل قناع وجهه الحديدي، أرخى من قبضتيه حول رمحه الطويل وكأنني لست خليقة بمجهوده.
"لم ينبئنا أحد بذلك." أجاب.
جذبت رمحه نحوي في عنف لم أدرك أنني أملك مثله سوى الآن واستقبل عيناي المشتعلتين ببرود، أخذت أنفاسي بصعوبة قبل أن تتسلل كلماتي من وسط أسناني متحدثةً: " إما أن تدعني أدخل الآن وتبقى حيًا مثيرًا للشفقة كما كنت دائما أو أن تنتظر كالأحمق الى أن أقابل الرئيس وأجعله يطبخ من لحمك السميك عشاءً للعملاء. "
لا يصدقني، مازالت تحركات جسده الصغيرة تصرخ بعنف أن سيري في طريقك وحاذري التعثر.
جذب رمحه ناحيته مفلتًا من قبضتي وكان قراره إتخاذ الصمت. المشكلة كانت أنني لا أمتلك ما أفعل بعد هذه اللحظة.
ها انا ذا أمامه تمامًا..لا يفصل بيني وبينه سوى بابٌ ضخم مرصع بجواهر أغلبها أعلى من مرمى أبصارنا وسبعة حراس أثقل من أن يتنحوا جانبًا.
عقلي عاجز عن التفكير وقلبي يرغب بالولوج فحسب، في لحظة إمتلأت بالحُمق رفعت من حزام بنطالي سكينًا صغيرًا سحبته من غرفة سباستيان قبل أن أصل الى هنا.
ثوانٍ قصيرة حاولت أن أستعد بها..ماذا سأفعل؟ كيف سأنتصر على سبعة حراس وحدي؟ بل كيف لي أن أخدش حارسًا واحدًا منهم بينما كفاي لا يكفان عن الارتجاف؟
كانت تلك المرة الاولى التي أرغب فيها بشيء ما الى ذلك الحد، اريد مايڤ، واريده لتلك الدرجة التي تجعلني أصرخ بأعلى نبرة لدي "ادخلوني".
أدفعهم بيداي الهشتين وأزمجر بغضبي العارم، بإشتياقي الجامح ورماد قلبي الذي بدأ يطفو مجددًا فلا مجال الآن للهروب او الاختباء.
"ماتيلدا!"
كان كل ما بي يريد مايڤ فحسب.
أنت تقرأ
أليماندرا- | الطريق لك |
Historical Fiction" أنتِ وحش ! " صرخ بكل ما أوتي من قوة أسفل جسدها. " كل الوحوش هم بشر." لفظت بهدوء من بين شفاهها الدامية ، تقترب منه بسكين ضخم حاد الطرف. " ما رأيك أن نلعب لعبة..؟" إرتعشت أطرافه بعنف ، كل إنش منه يصرخ بأنها النهاية..هو سينتهي على يد حسناء شقراء ا...
