28.القلادة

1.2K 168 170
                                    


هيدال.

"ماذا تقصد؟"

"كما أخبرتك، هل تبحث عن لايدا؟"

خفق قلبي بعنف ومرت ثوانٍ قصيرة شعرت بها أني لم أكن موحودًا. ارتعدت أطرافي كانني سمعت اسمًا لم يتوجب علي سماعه. ورمقته مستكشفًا، آملًا أن اقرأ أفكاره وربما اقرأ ذكرياته فآخذ من المعلومات ما يرضي جوعي.

كنت أعرف أنه ليس شخصًا سيئًا، ولم أمتلك أي دليل على ذلك سوى وببساطة أنه برفقة تورو، أعرف أن تورو ينتقي من يرافقهم بدقة.

بدى مدمرًا أو منهارًا، حاقدًا أو غاضبًا..مزيج من المشاعر الذي لا أعرف بدايته عن نهايته. كان يعرف جيدًا أنني أبحث عن لايدا. كان يعرف أنني سأجيبه ب'أجل' حتى لو لم أكن أفعل، هو لا يسألني لإجابتي..إنه يلقي لي طعمًا فحسب.

"هل تعرف أين هي؟" أخبرته ملتقطًا الطعم بكفاءة، وقهقه بخفة ممررًا خصلاته الشقراء للخلف ببطئ.

"أنت تمر عليها كل صباح ومساء."

أنظر لعيناه وينظر لعيناي، اترقب جملته التالية. لو كان هناك جملة تالية.

"هنا." راقبت سبابته تشير نحو الأسفل، نحو الأرض. هكذا جذبته من ملابسه نحوي دون أن أعي، أنفاسي تتسارع فجأة بينما ينصهر جسدي بلا مقدمة تذكر.

"من قتلها؟" بصقت الحروف من بين شفتاي. مرت ثوانٍ من الصمت..ثوانٍ تلتها قهقهات عالية تسللت لزوايا الغابة الهادئة، كان يضحك كمجنونٍ فاقد للعقل وزاد ذلك من غضبي.

"تمالك نفسك. هي لم تمت، هي حقًا أسفل الأرض." ارخيت قبضتاي، مازلت لا أفهم ما يقوله ولكنني أدرك أني لا يجب علي قتله.

"مجلس الشيوخ يحبسونها في مقرهم منذ شهور عديدة. كانوا يتلاعبون بعقلها وذكرياتها منذ زمن بعيد، ربما منذ خطت أولى خطواتها البائسة. ودعني أخبرك، أنت متأخرٌ جدًا."

بلعت ريقي ببطئ. 'أجل، تنفس هيدال..لا تهرع.' اخبر نفسي كمختل ما، كطفل توبخه أمه، كأخرق كبير. وقع كلماته يغرقني كموجة هائجة تبتلع كل ما تلمس.

"متأخر؟"

"نعم، متأخر عن رؤية لايدا بينما ما تزال لايدا."

لم تفلت عيناي مقلتيه المحمرتين، أراقبها بجد، أراقب لون عينيه وانعكاس أشعة الشمس فيهما، أراقب الشرايين الصغيرة المتفجرة ويتفجر قلبي مثلها، أبحث عن أي لمعة تطمئنني، تشعرني أنني لست بذلك الحمق على الأقل. أنني لست السبب.

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن