ماتيلدا.
"هل تثقين به؟" سألتني والدتي، في مشهد غريب لم أكن لأتوقع حدوثه قبل قرابة الستة عشر شهرُا من الآن. جلست في غرفة ضيقة تحوي كرسيين إثنين وسريرًا صغيرا لا يبدو مريحُا جدا. غرفة أمي كما سماها مايڤ، وسجن قبيح على رأي هذه المرأة.
لا أعرف متى صار وجهها شاحب لذلك الحد، كنت دائما واثقة من قوة أمي وصرامة شخصيتها التي كنت أتيه بها مرارًا..لكنها في هذه اللحظات بدت كغصن مكسور لا أكثر، أو ربما أنها كذلك منذ البداية.
"من تقصدين؟" سألتها، أي نوع من الأمهات يسألن أطفالهن هذا النوع من الاسئلة الغامضة في لقاء جاء بعد قرابة عامين من البُعد؟
"ذلك الرئيس، العملاء هنا معجبون به كثيرًا. ذلك الذي يهيم به الناس إما أنه ملك او وغد كبير." ساخرةً كانت، هي لا تتذمر ولا تشكي ولا يبدو عليها الحنين بقدر ما هو بادٍ عليّ.
لا أستطيع أن أجزم بأنني توقعت أكثر من هذا عندما طلبت من مايڤ أن يصحبني لها، لكنني على الأقل كنت أنتظر عناقًا.
"هل كل ما في جعبتك هو قصص عن الرئيس؟ لقد كنت تعرفين أنني هنا طوال الوقت." أخبرتها، فنسبة للمعلومات التي ذكرها مايڤ كانت تعلم منذ اليوم الاول أنني عميلة مستجدة وقد طمأنها الرئيس على حالي، لكنها كانت في حالة طبيعية من الخمول والذعر بعد مقتل زوجها فلم تقم بأي رد فعل يذكر.
الحقيقة أن أمي لم تهتم يومًا بحال أبي وما يحدث له وما آخر أخباره، أستطيع أن أتوقع سبب صدمتها وخمولها الشديد حنيئذ من موقعي الحالي. وهي حسرتها على فقدان كل الذهب الذي وعدها الأمير 'هنري' به.
"ماذا تريدينني أن أقول؟ انا لم أعد أعرف شيئًا." قالت.
كانت تبدو متوترة فعلا، مزيج من الرهبة والقلق والراحة والشدة. 'أمي' المعتادة، لكنها فقط محبوسة في غرفة ضيقة لا تحوي سوى كرسيين وسرير صغير.
"لا أعرف كذلك، لكنني جئت للاطمئنان حين أدركت أنكِ هنا. سأعيدك لمملكتنا غدًا صباحًا حيث أنني سأذهب في مهمة ما مع الرئيس..لذلك لا تحتاجين للتصرف وكأن هذا السرير لا يصيبك بالاشمئزاز." نهضت بعد أن أنهيت كلامي، وهمهمت هي مردفةً:"انتِ تثقين به اذًا."
صمت لبضعة ثوانٍ. كيف يجيب البشر في هذا النوع من المواقف؟ لا أعلم فعلًا، إن هذه النبرة الساخرة تجعل جبالًا من اليقين تهتز. ولم أكن على وفاق مع مايڤ قبل زيارتي على أي حال فزاد حديثها من الأمر سوءًا.
"لن أنصحك، لن أتظاهر بالحكمة. لكنكِ ابنتي..وعليكِ أن تعرفي بأن البقاء هنا ليس آمنًا." أردفت مع ملامحٍ جادة وحروف هادئة، لكنني كنت أعرف أنها تتحدث ارتجالًا فحسب.
أنت تقرأ
أليماندرا- | الطريق لك |
Ficción histórica" أنتِ وحش ! " صرخ بكل ما أوتي من قوة أسفل جسدها. " كل الوحوش هم بشر." لفظت بهدوء من بين شفاهها الدامية ، تقترب منه بسكين ضخم حاد الطرف. " ما رأيك أن نلعب لعبة..؟" إرتعشت أطرافه بعنف ، كل إنش منه يصرخ بأنها النهاية..هو سينتهي على يد حسناء شقراء ا...
