25. اسقطي لألتقطكِ.

1.4K 162 154
                                    


هيدال.

"ماذا الآن؟" سألت الصغيرة المتشبثة بظهري، وأشارت لي أن أصمت بينما توزع نظراتٍ مستكشفة عديدة حول المكان.

يمكنني كسر باب هذا المنزل وتوجيه لكمات قاسية لوجه سباستيان الذي إفتقدته كثيرًا..لكن نينا امتلكت خطة غريبة ما، خطة تقودنا لما سمته 'طرف الخيط'.

"أخبرتك من قبل..انا متأكدة من أننا سنجد شيئًا ما عندما نتبعه. وفي تلك الفترة عليك أن تحاول أخذ خطوة أخرى للأمام..قراءة الذكريات ربما؟"

"تعرفين أن هذا لا يحدث بمشيئتي."

"تعرف أن كل يوم يمر يقربك أكثر من الڤيرودوس."

تنهدت بخفوت وهامستها:"هي لم تظهر بعد."

"إنها مجرد أيام هيدال، ستظهر قريبًا جدًا..وإذا لم تكن مستعدًا فحتى انا لن أفيدك في شيء."

أرخيت جسدي خلف منزل صغير امتلك عربة خشبية تقليدية أمامه فكانت مخبأ جيدًا، وراقبت المنزل المقابل بتركيز لم يعمني عن ملاحظة ما يدور حولي.

فضلنا الهدوء حتى بزغت الشمس شيئًا فشيئًا. لم نتبادل كلمات كثيرة، ربما لأنه لم يكن هناك شيء لقوله بعد حديثنا الطويل الذي اتخذ موضعه قبل عدة ساعات من الآن.

إنه لمثير للشفقة كيف أنني وبالرغم من كوني السيسن، ذاك المغوار بأعين الشعوب، عاجز عن التحدث عن قليلٍ مما يحويه قلبي، بل حتى عاجز عن فهمه.

قبل خمس ساعات.

"هناك فتاة ما..لايدا."

انصتت نينا وفركت حاجباي مترددًا. إنها تلك المعضلة حين يُبنى كل الكلام في باطن عقلك ويُهدم حين يدرك أنه على وشك الانزلاق عبر شفتيك. هناك شجار ضخم يدور في صدري.

"ألن تكمل؟" سألتني، وعدت لفرك مقدمة شعري أثناء حديثي:"لا شيء مهم، لم أعرفها لمدة طويلة حتى..ربما شهرين فحسب. لكنها كانت من ذاك النوع الذي تحدثتِ عنه."

تفقدت وجهها، وكان يمتلك تعابيرًا ممتعضةً تطالب بالمزيد. لم يمتلك البائس هيدال إلا أن تنهد بقوة غارقًا في بحر من دواخله يصيح عليه بأنه أحمق.

"رأت تورو، نمري المسحور. وكنت أخالف قوانين المتدربين بالفعل حيث أنه كان ممنوعًا اصطحاب النمور الملكية في حال ذهاب الأمراء للتدرب كما تعلمين. هددتها ذاك اليوم بأنني سأقتلها إن أفشت سري..وكانت أول مرة أذوب في التوتر مع كل خطوة آخذها نحو المدرب."

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن