هيدال.
"من أين حصلت عليه؟" سألت سيباستيان في شك.
"سرقته من مخزن العصابة قبل هروبي، اذا كنت سأموت على أي حال فعلى الأقل سيتذكرون أنني كنت لصًا ذكيًا." أردف متفاخرًا، لكن عقلي كان في وادٍ آخر تمامًا.
فرد هارب من عصابة جامحة كتلك يمتلك طرق خاصة بالطبع. لكن ماذا عن جايد؟ ماذا عن التسلل والطرق المختصرة نحو مجلس الشيوخ؟ هل كان يخدعني أم أنه كان مخدوعًا هو الآخر؟ لا أجد إجابة محتمة مهما فكرت في الأمر.
إنه على الأرجح مقتول أو ينزف حتى الموت في أراضي الغابة بعد قتاله المستميت مع ديرما. لايدا لا تبدو مهتمة بأمرهما كثيرًا..وتلك مشكلة أخرى تحتاج وقتًا من التفكير.
بمجرد أن تسللت صورة لايدا لعقلي عادت جملها الأخيرة في الاستحواذ على أفكاري وتعبيرات وجهي، وقد لاحظ سيباستيان حيث اردف متسائلا:"ما الأمر؟"
لم أدرِ ماذا أقول، إن حلمها شيء محير فعلا. وليس بالبعيد أن تكون مجرد هلاوس ليست ذات معنى، لكن الاستخفاف بالتفاصيل في أوقات شائكة كتلك يبدو كالرقص على الزجاج.
حدقت بوجه سيباستيان لقليل من الوقت، هذا الفتى قد كدح كي يحرر مملكة بلاد الجوع من بطش عمه.لو كنت أدري حين قابلته وسط أحياء سورد أن العجوز النتن داخل المنزل كان عمه، سبب كل تلك المشاكل، لكنت سأقضي عليه بيداي. يبدو أن الندم يشتد على ما لا تفعله أكثر مما قد فعلته.
"لا شيء، عد للنوم وانا سأتصفح هذا." قررت عدم التحدث في النهاية، وهز رأسه في تفهم ثم نهض وأخذ بضع خطوات بطيئة مبتعدًا. توقف لبرهة والتفت نحوي متحدثًا:"هل تعرف ماذا يقولون عن هذا الكتاب؟" سألني.
"أن فرصة الحصول عليه مستحيلة."
"غير هذا؟"
"لا أعرف حقًا، لكنني أعرف أن علي قراءته." قلت، وآثر سيباستيان الصمت بينما يكمل طريقه نحو سريره العشبي البارد وأنفرد بذاتي وبكتاب قديم عفن يتوجب علي قراءته تحت ضوء القمر فحسب.
لقد قرأته، قرأته كمن يتذوق الماء بعد سنين من العطش. كمن يشتم رائحة الذهب بعد دهور من الدَين..قرأته كمن يتشبث بالحافة وينتظر ما يجذبه للأعالي، لكن الأمور لم تؤل لما أردته.
---------------
لايدا.
راقبت سيباستيان يجمع الأخشاب ويشعل منها نيرانًا دفأت أطرافنا بكفاءة، اختلطت الصور من الماضي والحاضر في عقلي. فها هو ذا ينجينا من متاهات الغابات ككهل وصل حده من الخبرة. وها هو ذا تجلسه ماتيلدا أمامها كي تداوي جراحه في نزالات المبتدئين بمملكتنا. المزعج هو أنك ترى التغيير لكنك نادرًا ما تعرف السبب، تساءل كما ترغب..يمكنك أن تتخيل قصصًا وتفترض أحداثًا لكنك ستبقى جاهلًا. هكذا يصير التغيير شيئًا هائلًا مثيرًا للحيرة.
أنت تقرأ
أليماندرا- | الطريق لك |
Historical Fiction" أنتِ وحش ! " صرخ بكل ما أوتي من قوة أسفل جسدها. " كل الوحوش هم بشر." لفظت بهدوء من بين شفاهها الدامية ، تقترب منه بسكين ضخم حاد الطرف. " ما رأيك أن نلعب لعبة..؟" إرتعشت أطرافه بعنف ، كل إنش منه يصرخ بأنها النهاية..هو سينتهي على يد حسناء شقراء ا...
