30. هل نبدأ الحفل؟

1.3K 173 149
                                        




لايدا.

كانت ليلة بائسة مليئة باليأس..يال القمر من كئيب. ومع ذلك هنالك من يقضي لياليه محدقًا بتفاصيله وتائهًا في لونه المعتم.

قد كانت أقصى أحلامي أن أصبح كالقمر..لست بذلك الجمال ولكنني لست بذلك السوء، لست بتلك الوحدة ولكنني مازلت وحدي.

أحلامي ضئيلة وسقف آمالي كان منخفضًا جدًا..أدركت ذلك عندما أرخيت جسدي أرضًا، أشاهد جثة لوثت أضافري بدمائها.

"لقد مات."

"صحيح."

"لقد قتلتيه.."

"أنت من أمرتني."

كيف يبدو الندم؟ كيف تستطيع أن تلمس الفارق بينه وبين الحزن والحسرة واليأس؟ جميعهم يتسببون بنوع من الغضب مع ضيق غير مبرر في صدرك والكثير من التفكير، الكثير من اللوم.

لم أدرك ما قد حدث للتو، بدى الأمر وكأن تلك المرأة من خلفي قد امتزجت مع دمائي وقلبي وعقلي في ثوانٍ قصيرة بدت كالدهر لي، ثوانٍ لم يكن بها أي شيء تحت إمرتي بل إمرتها.

اخبر كفاي أن يتوقفا فيتسارعان أكثر..لقد قتلته بيداي العاريتين، ولم أقتله بذات الوقت.

"لقد تلاعبتِ بي.." أخبرتها، وأجابت بنبرتها المعتادة التي لا تتسارع ولا تتباطأ، لا تعلو ولا تنخفض. وكأنها تلقي كلماتٍ تحفظها ولا تشعر بها.

"لم أفعل، انتِ من أردت قتله."

"لم أرد قتله، أردته أن يصمت."

"لكنك تريدين قتل شخص ما."

كانت تعرف نواياي، تتغذى على الكراهية والمقت. كنت قد عزمت بالفعل على التخلص من بعض الحيوات التي لا تستحق مزيدًا من الأيام لرصيدها، مثل الأطباء، الرئيس، الشاب الذي انتهك جسدي وديرما. كنت قد قررت أن أغرس أظافري في أجسادهم مستمتعةً بلذة الانتقام ..أنا، لايدا. ليس امرأة هادئة لا تفهم من عذابي وما يخالجني شيئًا.

"أريد أن أقتل نفسي." أخبرتها..وعم الصمت.

في تلك اللحظة تسللت بسمة هادئة لشفتاي الجافتين، لقد كان ظني حقيقةً. إذا مِت فسوف تندثر الڤيرودوس كغبار لا يأبه به أحد. كان صمتها هو الإجابة التي أنتظر.

صحيح أنني لست خائفة من الموت بعد الآن، أن هذه مجرد كذبة صغيرة بيضاء. ولكنها كانت مذعورة..مرتعدة، تدرك أنها ستختفي كمن لم يتواجد من قبل لو أن أنفاسي انقطعت، وصارت الآن تعتقد بأنني لم أعد أمانع الأمر.

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن