47. كلٌ في صراعه الخاص.

895 118 21
                                    

قبل عدة أيام من الوصول للقصر.

كان هيدال والعميل 5 يتبادلان أطراف الحديث بتركيز. يروي له العميل 5 عن قصته مع سيباستيان، فيخبره بأنه قد أعجب به وبشجاعته منذ الوهلة الأولى، وأنه رأى فيه ذلك الرفيق الذي قد يساعده في التخلص من خطط مايڤ الدموية.

"وكيف لك أن تعرف بخططه؟" سأله هيدال، أخذ العميل أنفاسًا متقطعة ثم ألقى نظرة سريعة خلفه ليتأكد من أن الجميع يتبعه.

"انا شاب من عائلة دايري الملكية، و عائلتنا ترسل كل عدة أعوام مجموعة من أطفالها ليعاونوا عائلة ميين في قصرهم. كان ذلك شيء يدل على شدة ضعف عائلتي. إستنتجنت أن عائلة ميين ستستولي علينا خلال بضعة أعوام وتضمنا لها، ربما تمحي اسمنا من الوجود، وهكذا تتوسع مملكة ميين وتندثر ڤيسا. ولذلك قمت بمراقبة الأمير مايڤ طوال فترة مكوثي في القصر." قال، وكان هيدال يستمر بقراءة أفكاره طوال حديثه، فأحيانًا كان يرى ذكريات للعميل 5 وهو يفارق منزله، وأحيانا يرى الأمير مايڤ في صغره يلتهم الكتب التهاما..وفي أحيان أخرى يقرأ ما يعجز العميل5 عن الإفصاح عنه، مثل غضبه العارم، وشعور الإحباط الذي أثقل صدره..وخيبة الأمل الشديدة في عائلته.

"كان الأمير مايڤ طفلًا هادئًا، وذلك ما قد أثار رعبي. كنت أدرك بالفعل أن الملك يخطط للإستيلاء على عائلتي عن طريق إضعافها شيئًا فشيئًا، ولكنني لم أستطع قط أن أعرف ما يفكر به مايڤ. لذلك تسللت لغرفته يومًا، وكان يمتلك عادة طفولية يمارسها باستمرار وهي كتابه كل أفكاره ومشاعره في كتاب أبيض الصفحات. قرأت ما بالداخل، ووجدت كثيرًا من خطابات الكره إتجاه ملك ميين، وقصر ميين، ومملكة ميين بأكملها. لم يبدو ذلك خطيرًا، ولكن الفضول اجتاحني وقررت أن أتبعه في أنحاء القصر، وحتى حين يخرج منه."

كانت نينا تستمع لحديث العميل 5 بتركيز، وقد لاحظ العميل ذلك..ولكنه لم يعترض، ولم يبدُ عليه أي نوع من القلق، فعاود الحديث قائلًا:"كان يذهب للحانات أحيانًا، وللمطاعم الرديئة أحيانا أخرى، حتى اقترب منه رجل مريب في يوم ما..ولاحظت على ملامح مايڤ توتر واضح. كنت مستعدًا للتدخل في أي لحظه، ولكن الرجل تركه بعد وهلة وذهب في حاله..ثم عاد مايڤ الى القصر وهو غارق في أفكاره. أدركت أن شيئًا غريبًا يحدث، بدى الرجل مألوفًا لي..وتذكرت في لحظة أنني كنت قد رأيته عدة مرات أثناء تتبعي لمايڤ، أي أنه كان يراقبه معي. او أن ذلك ما استنتجته.

تسلل مايڤ لخارج القصر في الليل، وقابل ذلك الرجل الذي قد أخبره بتراهات عجيبة عن عصابة أنشأها. الحق أني لم أرى هذا بعيني، ولكن مايڤ قد كتب كل ما حدث في كتابه، وبالتالي قرأته انا. بعد عدة أشهر انضممت للعصابة..وكان ذلك بدافع الفضول، ولكن مشاعرًا أخرى كانت ترافقني مع الفضول..مشاعر الخطر. كنت أشعر بهالة من الخطر تحيط بمايڤ."

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن