36. عُثر علينا.

1.2K 153 103
                                    

هيدال.

لا أمتلك فكرة واضحة عما حدث، لم يكن بصري في أبهى صوره وكان الحال سواءً بالنسبة لعقلي. كل شيء شعرت به حواسي الخمس كان مشوشًا غير منطقي.

هذا صوت لايدا، هذه لايدا..وبذات الوقت لم تكن هي. كانت أفكارها، ذكرياتها، كل ما يخطر ببالها ينساب بعنف لي فلا مجال للهرب. ألم قاسٍ إنتاب دماغي، ومكثت وسط أغصان الأشجار أتنفس الدماء، أرتخي فوق كفيها..واستمع.

"هذا العقار أيضا لن يجدي نفعًا- " دماء..دماء..دماء"

"حين يحين الوقت وتسود السماء سوف أقتلكم جميعا.."

"دماء..دما- "ببطئ.."

"هل كان هاهنا..يحاول العثور علي؟"

"وبإتقان.."

"دعيني أتولى الأمر..دعيني أخلصك من كل هذا العناء، أريد الدماء فحسب."

"توقفي- " ما رأيك أن نلعب لعبة..؟ انت تعد للعشرة، وانا أرسلك للجحيم."

الكثير من الوجوه والأصوات والأماكن التي لا أعرف عنها شيئا، مشاهد عديدة لغرفة داكنة مقيتة ولا يوجد بمرمى البصر سوى أذرع مقيدة هزيلة تعود للايدا بلا شك، شخص ما يدعوها بإلين..شخص يبدو مألوفا لتلك الدرجة التي تثير غضبي.

كنت قد حصلت على فكرة جيدة عما يدور الآن، وعدت أجلد ذاتي مرارا لتجاهلي كلام نينا، كلامها الذي تسلل من بين فجوات عقلي فصار الخروج من موقف عصيب كهذا يزداد صعوبة كلما تمر الثواني.

"إلين؟ ما الأمر؟" سأل الشاب المحترس من خلفها مسلطا الضوء نحونا.

يحطم اوراق الأشجار مقتربا ويضيء نوره خصلات شعرها المبعثر تارة ثم يغيب عنها تارة، غريبة هي كسماء صباحٍ بدون غيومها..ينقبض قلبي لإنتفاضات كفيها العديدة. كانت تقاوم شيطان دواخلها أمام عيناي، وكانت تلك هي مرتي الأولى التي يغلفني بها العجز لذاك الحد.

صار مصباح رفيقها حائلا بين جسدينا، صار بوسعي الآن محاصرة خديها الباردين..والهمس بحدة "لايدا !"

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن