دخلت الجناح مباشرة لأني لم أخبر أحدا بقدومي ولا بوقته
فتحت الباب ووجدتها جالسة على الكرسي ساق على الأخرى
وتنظر لي بتلك النظرة التي أعرف معناها جيدا , فتحت أزرار
سترتي وأنا أبادلها بنظرة توعد إن كان ما في بالي صحيحا وفعلَتْه
رميتها على السرير وكنت سأنزع القميص ثم غيرت رأيي ورفعت
السترة ولبستها مجددا وخرجت من هناك ونزلت السلالم وأنا أغلق
أزرارها وتوجهت لغرفتها طرقت الباب ودخلت فكانت تجلس على
سجادتها وبملابس الصلاة فنظرت لي مباشرة ووقفت بسرعة
وتوجهت نحوي مبتسمة وحضنتني قائلة " أواس حمدا لله على
سلامتك بني لما لم تخبرنا بقدومك "
قبلت رأسها وقلت " ولما أشغلك ثم أنا أعرفك ستقضين
يومك في المطبخ حينها "
ابتعدت عني وأمسكت يدي وقالت وهي تسحبني منها
" تعال طمئني عليك واحكي لي كل ما حدث معك "
وقفنا حيث الأريكة التي تريد أن نجلس عليها وقلت
" لاحقا يا عمتي أنا الآن متعب وأريد أن أستحم وأنام "
مسحت على ذراعي وقالت بحنان " وهوا كذلك بني لكن عليك
أن تعلم أولا أن والدك يسأل عنك ويريد رؤ .... "
قاطعتها بضيق " كم مرة قلت أنه لا والد لي ولا أعترف
به فهوا لا يعرفني إلا إن أراد شيئا "
قالت بحزن " أواس بني يكفيك من ربط الماضي بالحاضر
فكما الزمن يتغير البشر يتغيرون أيضا "
تأففت وقلت " عمتي هل هذا وقته أريد أن أرتاح أولا "
تنهدت وقالت " كما تريد بني "
قلت بجدية " هل خرجت وجد من المنزل وقت غيابي "
هزت رأسها بلا وقالت " لم تعتب قدمها خارجه وحتى
والدتها زارتها هنا بنفسها كم مرة "
قلت بريبة " ولا أعطيتها هاتفك , تحدثي بالصدق يا
عمتي فأنا أعرفك لا تكذبين "
قالت مغيرة مجرى الحديث " بني سجنها وحرمانها من التواصل
مع العالم هكذا لا يجوز هي بشر في النهاية وزوجتك وإن كانت
أخطأت في شيء رغم أني لا أعلم السبب "
قلت بضيق " أعطيتِها الهاتف أم لا عمتي تكلمي أرجوك "
قالت بعد صمت " قالت تريد أن تتحدث مع والدتها "