عدت بأقصى سرعة لدي وتفكيري متوقف عن أي عمل سوا ترجمة
ما قد حدث هناك , تركتهما سجينتا جناح واحد امرأتان متناقضتان تماما
واحدة مجرمة في نفسها فكيف بغيرها والأخرى أشبه بنسيم خصوصا إن
سمعت صوتها الصافي يتلو القرآن وأنت لا ترى وجهها أمامك فمن برأيك
ستكون الضحية ومن المجني عليها فلن أتخيل أن تكون دُرر من فعلت شيئا
لوجد , كم حذرتها من غضبي وعصياني لكنها لا تتعلم أبدا وأجبرتني على
فعل ذلك متناسيا أنهما في النهاية ضرتان تحت سقف زوج واحد بغض النظر
عن طبيعة علاقتي مع كليهما , وصلت المنزل ونزلت مسرعا ودخلت .
ساعتين ونصف تكفي أن يموت من كان ينزف دمه لكنها أقصى سرعة
كانت لدي ولن أصل في أقل منها مهما حاولت , فتحت باب المنزل
بوسعه أمامي ودخلت بخطوات واسعة وسريعة ووجهتي السلام طبعا
ليوقفني الصوت الحزين الذي نادى من خلفي " أواس "
لأقف مكاني وألتفت سريعا عندما أخبرني عقلي لمن سيكون هذا
الصوت ومن وحدها تجيد هذه الطريقة في مناداة اسمي ومنذ صغرها
ليقع نظري على الواقفة تستند على الجدار والدم يملئ ثيابها ويديها بل
وجزء كبير من وجهها وعيناي تبحثان في كل تفصيل فيها عن مصدر
كل هذه الدماء وهل هي منها أم لا ؟ حية أم ميتة ؟ أتخيلها أم قريبا ستخر
للأرض وتخرج روحها , مددت يدي لها ببطء فقدماي خانتني ولا أريد
تفسير شيء عن السبب لكنها هزت رأسها بالرفض ولم تتحرك من
مكانها ونظرة غريبة أراها في عينيها فقلت بحزم وملامحي تتحول
للجمود " تعالي دُره وتعلمي مرة أن لا تعصيني "
مسحت حينها بظهر يدها على خدها لتزيد من تلطخه بالدماء فوق ما به
واقتربت مني بخطوات بطيئة مرهقة شككت في كل واحدة منها أنها ستخر
أرضا ويظهر جرح ما في ظهرها وهوا سبب كل هذا , وقفت أمامي وقالت
ورأسها أرضا وبصوت تخنقه العبرة " ليتهم قتلوني قبل أن تحضرني هنا "
بقيت أحدق فيها بصمت بل وصدمة , هل هي من فعلتها هل آذت وجد
أو قتلتها ؟؟ رفعت رأسها ونظرت لي وقالت بعينان تمتلئان دموعا
ونبرة اتهام " قتلتها يا أواس أنت قتلتها "
قلت بجمود " تستحق الموت "
كنت أجهل ما حدث وكيف حدث وكان عليا أن أسأل وأفهم أولا لكن