بارت 78

2.2K 45 4
                                    

توجهت من فوري لتلك الغرفة وفتحتها بالمفتاح وكانت كما تركتها ومتأكد من أن دُره

ما أن وجدت ورقتي وقرأتها لم تدخلها , نظرت يمينا حيث الحبل الذي فككته سابقا

ورميته أرضا ولم أشعر هذه المرة قط بتلك المشاعر التي أشعر بها كلما رأيته ودخلت

هذه الغرفة , فكل ما شعرت به الآن هوا الانتصار وأنّ الشخص المرتبط بهم موجود في

السجن الآن يجمعون جرائمه التي لن ينتهوا من حصرها في وقت قصير وستبدأ رحلة

عذابه التي لن تنتهي , توجهت للخزانة القديمة ووقفت أمامها أنظر لأغراض والدتي

تحتها وأغراضي في صغري ثم نظرت لها ولثياب دُره المرتبة فيها كما تركتها , هذه

الغرفة عليها أن تكون رمادا كما الماضي ولن أخرج منها بشيء ولا حتى أغراض والدتي

التي لم يبقى لي شيء منها غيرها , خرجت من الغرفة وتوجهت للغرفة الأخرى التي

كنت أستخدمها كمخزن لبعض المعدات التي نحتاجها في الحديقة وأخرجت منها برميلا

كان مليئا بالبنزين وفتحت غطائه وبدأت بسكب ما فيه في كل أرجاء ذاك المكان وابتداءً

بتلك الغرفة حتى فرغ تماما فرميته فيه أيضا ووقفت أمام بابه الخارجي وأشعلت القداحة

التي كانت هنا وأستخدمها حين أكون في تلك الغرفة وأدخن , رميتها في الداخل مشتعلة

لتهب النيران ما أن اقتربت من الأرض وقبل أن تلمسها , وتراجعتُ للخلف فورا أراقب

ألسنة اللهب التي أصبحت تلتف في الداخل باحمرار متوهج , ها قد جاء هذا اليوم أخيرا

ها قد انتصرت على هذا المكان وتخلصت منه في داخلي قبل أن أحرقة ليغيب كله مع

الماضي ... أمي التي وجودها في قلبي يكفيني وأواس الفتى الذي ذاق العذاب والحرمان

بجميع أصنافه سيحترق هنا ولن يخرج أما أغراض دُره وثيابها فسأعوضها عنها بأضعاف

أضعافها فلا أريد لشيء دخل هنا أن يخرج ويحمل ذكراه , غادرت بعدها تاركا ذاك المكان

يتفحم وينتهي ويختفي ولن يبقى منه سوا جدران محترقة سأمسحها من هذه الأرض مسحا

ليكون مكانه ألعاب أو مسبح لأبنائي , وصلت المنزل ودخلت حيث الصمت التام وكأنه لا

ساكنين فيه وصعدت للأعلى من فوري وفتحت باب الغرفة ببطء ليقع نظري على الواقفة

توليني ظهرها تفعل شيئا ما عند أبجورة السرير , بفستانها القطني القصير الذي تظهر

منه مفاصل ركبتيها واسعا يناسب وضعها الآن وشعرها البني الناعم الذي يصل طوله

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن