المدخل : بقلم الغالية شيماء علي
وأنا أشوف جابر إحساسي بيقول
مرحبا يا منبع الزين كله
يا دوا الخفاق من كل علة
ما حال عقب الغياب اللقا
يا عروق القلب واغلى الحبايب
شوفتك تشفي الجروح العطايب
ندوتك ما راح واللي بقىسلمت يداك
******
مر يومان منذ وصولنا لهذه المنطقة الشبه ريفية والمنزل الواسع الذي
أصبحتُ سجينة إحدى غرفه وعليا أن لا أخرج منها إلا للضرورة
وبرفقة الحارس الموجود عند الباب , ما فهمته أننا في أحد أسوء مدن
أسبانيا حيث الليل الصاخب ليس بالموسيقى بل بأصوات الرصاص
المتفرق والكلاب وأحيانا صراخ متقطع لرجال , أنام خائفة وأستيقظ
مرعوبة ولا أعلم ما يجري في الخارج وما سببه ولم أجد ولا حضن
أواس لأنعم بالراحة ليلا فأنا منذ صرت هنا لم أره إلا للحظات بسيطة
ورغم طمأنته الدائمة لي إلا أنني خائفة ... خائفة عليه من كل شيء
حتى من رجال الشرطة هنا وحتى من حرّاس المنزل المنتشرين فيه
ولو كان الأمر بيدي لقرأت أفكارهم جميعهم لأعلم إن كان ثمة خائن
أو مندس بينهم ولحسن حظي أني أعرف الانجليزية لما وجدت طريقة
أتفاهم فيها ولا مع الخادمة , ضممت ساقاي لحظني ونظرت للسقف
لو أفهم لما أحضرونا لهذه البلاد تحديدا ولهذا المكان الذي يبدوا يعج
بالمجرمين والعصابات من الأصوات ليلا ؟ هل كل هذا ضمن المخطط
لجلب جدي ! حسنا لما لا يفكرون أنه قد يستعين برجاله ولا يأتي هوا ؟؟
وقفت وغادرت السرير والغرفة بعدما لبست حجابي ليتحرك الرجل الواقف
هناك خلفي من فوره ولا أفهم وجوده أيضا هل هوا تمويه أم بالفعل حماية
لي إن فكروا في القدوم لأخذي ؟ رأسي يكاد ينفجر من التحليل والتفكير , ما
هذا المستقبل الواعد الذي لم أكن أحلم به وأتخيله ؟ مالي وكل هذا ؟ كنت فتاة
كل طموحها أن تخرج من منزل الساحرة وشقيقها وتتزوج وتستقر وتنجب
أبناء لا تحرمهم من الحنان كما حُرمت هي منه , تنتهي بزواج غامض
وزوج يسكن قلبها وهوا بالكاد يكون لها , لا أبناء ولا أمان ولا استقرار
يا رب هون القادم فقلبي يقول أنه أشد , نزلت للأسفل بحثا عن الخادمة
فوجدتها تحاول مع زوجها إصلاح مشكلة ما في فرن الغاز في المطبخ
فوقفت عند الباب وقلت " لآنا أين أجد أواس ؟ هل هوا هنا ؟ "