دخلت خلف الخادمة بخطى مترددة ومتوترة , سامحك الله يا أواس هل هذا
موقف تضعني فيه !! ما مظهري أمام حتى هذا الرجل ؟؟ لا أعلم بأي عقل
تتركني مع رجل غريب يعيش لوحده ! أقسم لو علمت الناس لسلخوا وجهي
وزوجي السابق لن يرحمني أبدا وأول ما سيقوله ( تصرفات ابنتك أنتي السبب
فيها فممن ستتعلمه إلا من لوالدتها ) لا وشقيقي سالم حكاية أخرى لوحدها
وأقسم إن علم أن يضربني وأنا في هذا السن , أدخلتي للمنزل الواسع الفارغ
الذي لا صوت فيه لأحد وإن أوقعت فيه إبرة لسمعت صوتها بوضوح
وقفتُ وأوقفتها قائلة " أين سيدك الآن ؟ "
وضعت الحقيبة على الأرض وقالت " خرج من الظلام ولن يعود قبل
ليل طويل , هل يريد أنت التحدث معه ؟؟ "
ارتجف جسدي بأكمله وقلت بجزع " لا طبعا , ماذا أتحدث معه هذه ؟ "
حملت الحقيبة مجددا وقالت سائرة بها " لما يسأل إذا ؟ "
تبعتها مغمغمة ببرود " ما أطول لسان هذه الخادمة فيبدوا أن
سيدها المجهول يدللها حتى حولها لوقحة "
قالت متابعة سيرها " هل يريد شيئا سيدتي ؟ "
لويت فمي وقلت " لا شكرا "
أوصلتني لجناح في الطابق السفلي وقالت " هنا يدخل
أنتي وسأعد لك فطور "
حملت الحقيبة وقلت داخلة بها " لا شكرا لا رغبة لي في الطعام "
ثم التفت لها وقلت " وأين تكون غرفة السيد ؟ "
قالت من فورها " في فوق سيدتي "
هززت رأسي بحسنا فغادرت هي من فورها وتركتني أستكشف عالمي
الجديد مستغربة وجود جناح كامل في الطابق السفلي !! دخلت غرفة
النوم أجر حقيبتي خلفي ثم جلست على السرير وتنهدت بأسى , يا رب
أحفظ ابن شقيقي فلا أحد له غيرك , وأخرجني من هنا في أقرب وقت
وأعمي بصر الناس عني حتى أرحل من هذا المنزل
*~~***~~*
دخلت المستشفى فجرا فعليا زيارة إياس والاطمئنان على باقي الرجال
المصابين ووالدة إياس أيضا ومعرفة وقت خروجها لأخرجها ويبدوا
علي أن أتصل بعمي لأخذ شقيقتاي لديهم هادان اليومان فلن أستطيع ترك
إياس ولا عائلته في المزرعة وحدهم فليلة البارحة قضيتها نائما في السيارة
أمام الباب وتركت حتى عملي فهناك من يناوب عني في المركز لكن ذاك