بارت 51

1.6K 39 8
                                    

بعدما خرجتُ من ذاك المستودع برفقة الضخم المخيف الذي لا أعلم إن كان

رجل شرطة حقا أم أنها مجرد خدعة ؟ فهذا الرجل انجليزي وليس أسبانيا إلا

إن كان من بلد آخر واللعبة أكبر مما كنا نتصور فلما أخرجوني وحدي وأين

أواس ؟ وما قصة الخادمة التي جاءتني برسالة من جدي فيها شرح بكلمات

موجزة عن طريقة تهريبي ليلة البارحة وأين عليا أن أخرج ليجدني رجاله بل

وكيف علمت الشرطة وأخرجوني من هناك ولما اختاروا تلك المنطقة تحديدا

فأنا لم أعد أفهم شيئا فهل عليهم فعل كل هذا لإخراج جدي من تلك البلاد !!

ركبت معه في سيارة يقودها رجل آخر وسرنا لمسافة طويلة يبدوا اجتزنا فيها

بعضا من المناطق من اللافتات العديدة التي مررنا بها حتى وصلنا لمنزل أكبر

من المنزل الكبير الذي كنت فيه وكان مبناه يأخذ شكلا شبه دائري ومبني من

الطوب فقط على ما يبدوا وقد كان غريبا عن مساكنهم هنا , نزل ونزلت خلفه

منصاعة ومساقة لقدري الذي لا يمكنني أن أناقش أو أسأل عنه , دخلنا ولم يكن

هناك حراسة أبدا في الداخل عكس الحرس المنتشرين في الخارج بلباس مدني لا

يدل على أنهم رجال شرطة إلا إن كانوا مجرد تمويه , ما أن وصلنا لداخل المنزل

جلت بنظري في الأثاث الغريب بألوانه الغامقة جدا واللوحات الحائطية الكبيرة

لمحاربين وساحة قتال وكأنها رسمت لوقت إحدى الحروب العالمية , ارتجف

جسدي بقوة حين همس ذاك الضخم في أذني قائلا " لا تتحدثي بالإنجليزية

مع أي أحد هنا مفهوم "

نظرت له باستغراب فقال قبل أن أتحدث " تلك الأوامر ولا تسأليني

عن شيء لأني مثلك لا أعلم "

بقي نظري معلق به حتى اقتربت منا امرأة كبيرة في السن قليلا وتحدثت

معه قائلة " مرحبا جاك أي ريح قذفتك عندنا "

قال من فوره " عليا إيصال هذه هنا فقط فلا تفرحي بي كثيرا "

ضحكت ولم تعلق ثم نظرت لي بتمعن وقالت " جميلة وعربية أليس

كذلك رغم بياضها وعينيها الخضراء "

نظر لي بنصف عين وقال " وشرسة فاحذروا من أظافرها "

نظرت له مضيقة عيناي ولم أستطع التعليق على كلامه فضحك ونظر لتلك

المرأة وقال " دوري انتهى عند هنا وهذه البضاعة ستسلم لصاحبها خلال

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن