سمعت طرقات متقطعة ومنخفضة على الباب فأغلقت حاسوبي الجديد
الذي اشتريته مؤخرا من أجل أعمال المصنع ثم وقفت وتوجهت له
وفتحته ونظرت باستغراب لأني لم أجد أحدا ليلفت نظري الصوت
الطفولي الذي تحدث من الأسفل قائلا " سراب "
نظرت لها وقلت مبتسمة " إسراء ! لما ملتصقة هكذا بالباب ؟
فمن سيفتح لن يراك "
تراجعت خطوتين للخلف ثم قالت بابتسامتها الطفولية الجميلة
" هناك من أحضر شيئا لك "
قلت باستغراب " لي أنا ؟؟ "
هزت رأسها بنعم ثم أشارت بيديها مفتوحتين بوسعهما
وقالت " صندوق كبير هكذا "
قلت بحيرة " من أحضره ؟ "
قفزت بمرح وقالت " رجل وسيم يلبس حلة حمراء وقبعة
بيضاء ولا أعرفه "
ضحكت ضحكة صغيرة وقلت " هل هوا عامل توصيلات ؟ "
نظرت لي بعدم فهم فخرجت وقلت مغلقة الباب خلفي
" سأنزل له هل ستأتي معي ؟ "
تبعتني من فورها قائلة " أجل فأنا أريد أن أراه مجددا "
نظرت لها بصدمة فخبأت فمها في يدها وقالت " لا تخبري صبا
ستغضب مني وتضربني "
قلت ونحن ننزل السلالم " لا أخبرها عن كلامك عن الرجل
أم عن صعودك لي للأعلى "
قالت بصوت منخفض " عن الاثنين معا "
ضحكت وحملتها ونزلت بها باقي السلالم حتى وصلنا الباب وأنزلتها
هناك حيث أخذتُ حجابا معلقا بجانبه ثم خرجت وهي تتبعني حيث ثمة
شاب بملابس عمال توصيلات المتاجر بالفعل ومعه صندوق متوسط
الحجم مد لي بدفتر وقلم وقال " وقعي لي على استلامك لهاسيدتي "
أخذت منه الدفتر والقلم ووقعت له وغادر من فوره فنظرت لإسراء
وقلت " ليس وسيما جدا ما أعجبك فيه ؟ "
قالت بتجهم " حقا ليس وسيم ؟ "
هززت رأسي بنعم مبتسمة فقالت " لكن شعره جميل "
ضحكت ورفعت الصندوق قائلة " أنتي ألا ترين رجال أبدا "
دخلت خلفي قائلة " أنا لا أذهب للمدرسة "
ضحكت كثيرا ونظرت لها وقلت " المدرسة يدرسون
فيها ليست معرضا للرجال "
نظرت للصندوق في يداي وقالت " هل ستفتحينه في غرفتك ؟ "
قلت بضحكة " نعم وتعالي معي لتري ما فيه "