بارت 49

1.5K 36 2
                                    

*~~***~~*

سمعت طرقات على باب الغرفة ثم انفتح ببطء ولم أرى من يكون

لأني كنت جالسة في الشرفة أضم الوشاح الصوفي على نفسي وأراقب

الأفق حيث غروب الشمس بخيوطها الذهبية تغادر مودعة كل شيء

وأولهم سطح ذاك البحر الواسع الذي لا يظهر إلا نهايته من خلف

المباني , سمعت خطوات هادئة تقترب مني حتى خرجت فعلمت من

تكون صاحبتها قبل أن تتحدث فوحدها من تتسم بكل هذا الهدوء ولا

ينافسها فيه سوا عبير , قالت بصوتها الهادئ " لما تجلسين في

الشرفة ؟ الجو بارد وستمرضين "

قلت ونظري لازال معلقا هناك " الجو ليس بذاك السوء

ومنظر الغروب من هنا يشرح النفس "

جلست بجواري وقالت " نعم فأجمل غروب للشمس خلف

الجبال وخلف البحر "

نظرت لها وقلت بابتسامة صغيرة " وماذا تركتِ ؟ "

ضحكت وقالت " الرمال والحجارة "

ثم تابعت مبتسمة " أراك اليوم أفضل وجُدتي عليا بابتسامتك "

عدت بنظري هناك وقلت بحزن " يبدوا علينا أن نعتاد , أن

نعتاد على كل شيء حتى البؤس "

قالت بنبرة يشوبها الحزن " لما لا تتصالحا أنتي وأخي

آسر ؟ هوا وحيد الآن ويحتاجك "

قلت بابتسامة متألمة " لا أحد وحيد غيري ومثلي والوحدة ليست

بفقدك والديك وأهلك بل بفقدك الثقة في كل من حولك يا صفاء "

مدت لي شيئا في يدها وقالت " خذي اقرئي هذا سينفعك كثيرا "

نظرت لما في يدها ثم لعينيها وقلت " صفاء لا تغضبيني منك , من

أخبرك أني معلولة نفسيا "

قالت بمفاجئة " لا ليس هذا قصدي بل هذه قصة رائعة فيها عبرة

لن يعطيها أحد لك وأنا أقرئها كلما حزنت ورأيت أن الأبواب

تغلق أمامي "

نظرت للكتاب في يدها ولعنوانه ( من حرك قطعة الجبن الخاصة بي )

ثم قلت ببرود " ما هذه ! تبدوا قصة أطفال "

ضحكت وقالت " لا أبدا ... صحيح أن عنوانها غريب وشخصياتها

أيضا غريبة لكنها مثيرة حقا فجربي قراءتها ولن تندمي "

أخذت الكتاب منها وقلت " حركتِ فضولي لقراءتها "

قالت بحماس " وأنا سأجلس أنتظرك حتى تنهيها فقد أحضرها لي أخي

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن