خرجتُ من الحمام أجفف شعري فكانت قد عادت لجمع أغراضها فجلست
وشغلت مجفف الشعر وجففته ثم أطفأته وقلت " وأنتي تجمعين
أغراضك الآن هل وافقوا على استبدال المنزل "
قالت منشغلة بما تفعل " أعرف كيف أجعله يوافق , سأخبره أني خارجة
في كل الحالات وسأكون في الشارع إن لم يوافق وأعرف عمي صابر
جيدا لن يطاوعه قلبه , ثم سبب رفضه كان أن المنزل ملكي
وها قد زال السبب "
انفتح الباب حينها بعد طرقات منخفضة وكانت الطفلة إسراء وقالت
من خلف الباب لا تظهر سوا عين واحدة منها ونصف وجهها
" سراب هناك شرطي يريدك في الأسفل "
فوقفت من فوري على خطواتها الهاربة وقلت متوجهة للباب
" هذا عمي رِفعت انزلي هيا "
ثم خرجت ونزلت السلالم فكان جالسا في الأسفل مع العجوز المقعد وكان
يتحدث معه بجدية وحين رآني نازلة سكت وهذا ما لم أكن أريده فمؤكد
وقف في صف ابنه الذي رباه وسيقنع عمي بسهولة كما فعل إياس سابقا
وصلت عندهم ووقفت دون أن أتحدث فوقف عمي وقال موجها كلامه له
" هذه المرة سأترك الأمر احتراما لك وتقديرا لسنك ولما فعلت من أجل
آسر وجعلت منه رجلا يفتخر به الجميع وعلى ما يبدوا نسي أن يطبق تلك
الشهامة والرجولة مع ابنة خالته اليتيمة , لكن إن اشتكى لي أحدهم مجددا أو
سمعت بكائها فقسما لن يرى ضفرها ولن أعجز عن رعايتها والحفاظ عليها
فهؤلاء الثلاث فتيات أعدهن أمانة في عنقي ولن أسكت مجددا على شيء
يخصهن كما حدث وغفلت عنهن الأشهر الماضية ضنا مني أني زوجتهم
لخيرة رجالي مطمئنا عليهن "
ثم نظر لي وقال ولازال عاقدا حاجبيه " وأنتي اجمعي أغراضك
وستذهبين معي الآن "
نظرت له بصدمة وكنت سأتحدث فقال من فوره وبحزم
" لا تناقشيني انتظرك في السيارة "
ثم غادر جهة الباب فلحقت به حينها للخارج وقلت موقفة له
" عمي انتظر "
وقف والتفت لي فقلت " لا يمكنني الذهاب معك "
كان سيتحدث فقلت " ليس الآن عمي فدُرر في المستشفى وسأكون
معها حتى تخرج ثم سراب ستعيش وحدها ولا أريد أن أتركها ولا