خرجت ركضا وخوفا عليها من حرارتها المخيفة وارتجافها
وصلت لصالة المنزل وكان أواس ينزل آخر عتبة في السلالم وما
أن رآني راكضة نحوه حتى ركض وتخطاني دون حتى أن يعرف ما
بها وها هوا ظهر الفرق فلك الله يا وجد , تبعته حتى دخل الغرفة وأنا
خلفه , جلس على طرف سريرها ومرر يده من تحت كتفيها وأجلسها
لتسقط متكئة على كتفه ولازالت ترتجف وتتنفس بقوة ولا تعلم
شيئا مما يحدث حولها , ضرب خدها بيده وقال
" دُره افتحي عينيك .... دُرر أنا أكلمك "
كانت المرة الأولى التي يناديها فيها بدُرر أمامي فيبدوا أن دماغه
اختلطت عليه الأمور أو ضن أنها لن تستقبل إلا اسم دُرر !! لكنها
لم تجبه أو تفتح عينيها وبقيتْ على أنينها وارتجافها فقلت
" حرارتها مرتفعة جدا تبدوا مصابة بالحمى "
أبعد شعرها عن وجهها بكفه ثم أمسك رأسها ودسه في حضنه
وقال " أخرجي عمتي وأغلقي الباب "
نظرت له بصدمة وقلت " ماذا ستفعل لها ! خذها للمستشفى "
قال بضيق " لن أقتلها فاخرجي واتركينا "
خرجت حينها مستسلمة للأمر الواقع فإن ناقشته أكثر قد يخرج
غاضبا ويتركها ابن شقيقي وأعرفه جيدا , بقيت في الخارج لوقت
أضع جميع التكهنات لما سيحدث ويريد فعله ولم أنجح فما سيفعله
لواحدة محمومة لا تعي شيئا ولا شيء سوا هذيانها المتكرر , يا
حسرة قلبي عليك يا أواس متى سترتاح ويرتاح من حولك , يبدوا
أنها كبتت كل شيء داخلها حتى انفجرت وهذه الحمى أكبر دليل
والله أعلم منذ متى مريضة وتعاني ولو لم يصر عليا لأراها ما
فعلت لأني ظننتها لا تريد أن ترى أحدا فليلة أمس كانت قاسية
على الجميع وخصوصا هي فكم صرخت وطرقت واستنجدت
وأواس كان لا يجيب عليا وإن لم يرحمنا بأن أخبرني عن مكان
المفتاح لبقيتا هناك حتى وقت عودته وماتت وجد وسُجنت دُرر
بسببها لآخر عمرها فليثه يفكر أنه تهور بما فعل ويبدوا النتائج
لازالت تتوالى ولن تنتهي هناك , بعد وقت فتح الباب وخرج منه
يمسك قميصه في يده يقطر ماءً وحتى قميصه الداخلي مبلل وقال
مارا من أمامي " أعطها خافض حرارة من صيدلية المنزل "
هذا فقط ما فعل وغادر وكأن شيء لم يكن , دخلت لها مسرعة