نظرت لساعتي وقلت بتذمر " ألم تأتي الأوامر بالمغادرة بعد
وقوفنا في السوق هكذا بات سيئا وكأننا صعاليك أسواق "
لبس قبعته مجددا وقال " علينا التأكد من البلاغ هل سنغادر فورا "
نظرت لساعتي مجددا وتأففت , عليا أن أكون في المنزل وقت
قدوم رغد فمزاجي ساء منذ أمس بسبب زوجها وعليا أن أكون
هناك وأفهم ما يجري معها , عدلت وقفتي وقلت
" يبدوا أن عمل المداهمات سيلاحقنا أينما كنا و.... "
وما أنهيت جملتي حتى شعرت بشيء سقط على صدري جعل
عمودي الفقري يتصلب وارتعاشه سرت خلاله بأكمله وما كانت
سوا فتاة حضنتني من خصري ووجهها مخفي في صدري وقالت
" فارس هذا أنت عدت "
كنت جامدا مكاني ورافعا يداي جانبا وكأني مجرم رفعوا عليه
السلاح وعجز حتى لساني عن التحرك وتوضيح الخطأ لها
وكأنه أصابني البكم وحال أواس لم يكن أفضل مني حين رفعت
نظري له لينقد الموقف وكان ينظر لها بصدمة , أبعدتْ بعدها
وجهها عن صدري ورفعته لي لتلتقي عينانا كانت بعينان عسليتان
يكادا يكونان باللون الأخضر من لونهما الفاتح ناعستان قليلا من
طرفيهما وباقي ملامحها صغيرة وشعرها أسود تمسكه كذيل حصان
لا أتبين طوله وغرة تتدرج على وجهها , نظرت لي لوقت بصمت
وكأنها تستجمع ملامحي ثم ابتعدت عني عائدة بخطواتها للوراء
قائلة بصدمة " عذرا آسفة لقد أخطأت "
وابتعدت مسرعة وأنا لازلت في صدمتي استنشق رائحة عطرها
من ثيابي حتى الآن ونظري يتبعها ليظهر لي طول تلك الجديلة
والشعر يلامس نهاية ظهرها وأنا لازلت أنظر لها بعدم استيعاب
حتى وقفت بعيدا والتفتت لي وأشارت لي بإبهامها للأسفل علامة
الهزيمة أو أنني تغلبت عليك وأنت الخاسر وتابعت ركضها فأول
فكرة خطرت في بالي جعلت يدي تتحرك بسرعة لجيب بنطالي
الخلفي ثم ركضت حيث ركضت قائلا " اللصة سرقت محفظتي "
وركض أواس خلفي قائلا " إياس انتظر ما بك "
لكني تابعت ركضي لأدركها , كيف سخرت مني هكذا وسرقتني
وأنا ضابط شرطة بشاراتي أمامها , بل كيف أخرجتها من جيبي
وأنا كالميت , وصلت لخارج المجمع فكانت قد ابتعدت ترمي نقودي