بارت 17

1.8K 34 1
                                    

نظرت له بترقب أتنقل بنظري بين عينيه أريد جوابا أي

جواب يا أواس أرجوك , قال بهدوء " عودي للمنزل ولا

تخرجي هذا الوقت ثانيتا "

قلت مجددا وبإصرار " من أنا يا أواس "

نظر لأعلى حبل الأرجوحة وقال " عودي للمنزل "

قلت بجمود " لا "

نظر لي وقال بضيق " عدنا للعصيان يا دُره "

وقفت وقلت " أجبني أولا "

أبعد نظره عني وقال " أنتي دُره سيدة هذه الأرجوحة "

اقتربت منه حتى وقفت أمامه وقلت " وأنت ؟ "

نظر لعيناي مطولا ثم قال بهمس " أواس الفتى الذي كان

يحملك على كتفيه وقدماه تنزف دما من كل مكان فيها "

شعرت بجسمي ارتجف وقلبي علت نبضاته فها هوا يذكر

التعذيب مجددا وبدماء هذه المرة , هززت رأسي بحيرة

وقلت بحزن " ماذا كان يحدث هنا أخبرني أرجوك "

نظر للأسفل وابتسم بسخرية وقال " اسكتي يا دُره نبهتك

سابقا عن فتح هذا الموضوع ولا أريد أن تكون النتيجة

كعصيانك لي اليوم "

بقيت أنظر لملامحه بصمت أتمنى فقط أن يغير رأيه تكلم يا أواس

حلفتك بربي وربك أن ترحمني وتخبرني ... تكلم ... تكلم الآن , رفع

نظره لي مجددا وبقينا على ذاك الوضع لوقت ثم قلت بهمس حزين

" آلمتني اليوم "

فمد يده لذراعي وشدني منها لحضنه وطوقني بذراعيه فشعرت

بقلبي علت نبضاته فوق علوها وبدموعي بدأت تزاحم عيناي لكني

لن أبكي فلم أكن للبكاء يوما , كانت تلك اللحظات الأغرب في

حياتي كان شعورا فاق كل وصف وأنا وسط حضنه لا أعلم ما

أقول عنه سوا أنه الشعور بالحضن الوحيد الذي عرفته حياتي

فلأني كنت أكبرنا ثلاثتنا فمند صغرنا كنت أنا من أحضن من

تبكي منهما حين تقع وتتأذى , مسح بإحدى يديه على ظهري

نزولا وقال هامسا " لازال يؤلمك "

اضطرب تنفسي على اضطرابه وقلت بذات الهمس ووجهي

يرسم تفاصيله على عضلات صدره " نعم كثيرا "

مرر أصابعه في شعري ودس وجهي في صدره أكثر وقال

" لا تعصيني ثانيتا يا دُره لا تتحدثي وأنا غاضب لا تناقشيني

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن