بعد اجتماع ونقاشات وخطط لم أكن فيها سوا الطرف المستمع وقف
الوزير وقال " وأنت يا أواس أمامك أربع وعشرون ساعة تصفي فيها
أمورك وترى ترتيباتك وتغادر بزوجتك والباقي سنتفق عليه تباعا "
وقفت وضربت له التحية وخرجت من هناك في سيارة مضللة أنزلتني
في مكان متطرف لأجد سيارتي هناك ركبتها واتصلت بياسر من فوري
قائلا " أخبر عمار ووسام وسنبدأ في نقل البضائع والسيارات , ستصلكم
شاحنات النقل خلال ساعتين والباقي تعلمه جيدا وتابع المخطط بسرية
تامة وغدا في مثل هذا الوقت تكونون نقلتم كل شيء مجددا
للمستودعات الجديدة مفهوم "
قال من فوره " مفهوم سيدي وكن مطمئنا "
أنهيت الاتصال معه وتوجهت للمنزل دخلت وصعدت للأعلى أقفز
الدرجات قفزا ودخلت الغرفة فكانت تجلس على سجادتها تمسك
مصحفها في يدها فدخلت وأغلقت الباب وتوجهت نحوها وجلست
أمامها وقلت " دُره هل تساعدي العدالة في إمساك جدك ؟ "
نظرت لي بعينان بدأت تمتلئ بالدموع تنقل نظرها بين عيناي
فأمسكت وجهها وقبلت شفتيها برقة وقلت " الخيار لك , وفي كل
الأحوال سيقبضون عليه "
قالت ببحة " ما نفعي أنا إذا ؟؟ "
نظرت لعينيها بتركيز وقلت بجدية " تخرجيه من جحره بأيسر طريقة "
قالت بعد صمت وقد سقطت أول دمعة من عينها " والمقابل ؟ "
نظرت لها بصدمة مطولا فقالت بصوت مخنوق بعبرة مكتومة
" هل تبقى أنت حيا ؟ "
ضممتها لحضني بقوة وقلت بحزن " لنأمل ذلك فكل شيء يسير
بخير حتى الآن والخطة ستكون ناجحة "
ثم أبعدتها عني وقلت ماسحا دموعها " اجمعي ثيابا لك ولي
سنغادر صباحا "
قالت باستغراب " أين ؟؟ "
وقفت وقلت " طائرتنا ستنزل منتصف ليلة غد في أسبانيا "
بقيتْ على نظراتها المصدومة ففتحت الخزانة قائلا " تحركي يا
دُره لا وقت طويل أمامنا ولا أريد أن يشعر أحد بهذا ولا
حتى الخادمات مفهوم "
أخرجت مجموعة أوراق من الخزنة في خزانتي ثم غادرت الغرفة
على صمتها الموحش , نزلت لغرفة عمتي فكانت أيضا انتهت من
صلاتها للتو فتوجهت نحوها أوقفتها وابتعدت بها جهة سريرها قائلا