خرجتُ من خلف طاولتي وتوجهت نحوها وأمسكت يدها وسحبتها منها
وخرجت بها من المركز حتى وصلنا سيارتي وأوقفتها عليها وقلت
" وهل هذا وقت تدخلين فيه قسم شرطة ؟ "
أشاحت بوجهها عني وقالت ببرود " أعتقد أنه لا يوجد أوقات
محددة لدخول النساء ولم أجد ورقة مواعيد على باب المركز "
قلت ببعض الضيق " لديك محامي كما أعلم وهناك غيره ملايين
في البلاد تلجأ لهم النساء في هذه الأمور "
نظرت لي وقالت من فورها " أنا قلت أريد أن أشتكي وليس
أرفع قضية "
تنفست بقوة ونظرت للأرض تحتي ثم نظرت لها وقلت
" ومن هذا المجرم الذي جعلك تدخلين المركز ليلا لتشتكي فيه "
قالت بهدوء " بل أردت رؤيتك والتحدث معك في أمر مهم "
قلت بسخرية " هنا والآن ؟ "
قالت بجمود " نعم ولن أبرح هذا المكان حتى تعدني أنك ستفعل ما
سأطلبه ولن أطلب منك غيره في أي يوم "
مررت أصابعي في شعري أنظر لحركة السيارات في الشارع أمامي
فقالت " اعتبره طلبا أخيرا مني "
ركزت نظري على عينيها وقلت " طلاق لن أطلقك "
نظرت جانبا وابتسمت بألم قائلة " أخبرتك أنك ستفعلها , ثم ليس
هذا ما جئت من أجله "
بقيت أنظر لها بصمت فنظرت للأسفل حيث أقدامنا وقالت بهدوء
" المنزل الجديد سجَلته بسمك أم بسم العم صابر ؟ "
بقيت أنظر لها مستغربا فرفعت رأسها ونظرت لي وقالت
" بسمه مؤكد أليس كذلك ؟ "
قلت بجدية " تعلمين طريقة تفكيري فلما تسألين ؟ "
قالت من فورها " أَقسم لي يا آسر "
نظرت لها باستغراب فقالت ودمعة ملئت عينيها تتلألأ تحت ضوء
مصابيح الشارع " قل قسما لم أفعل كل ما فعلت لأقهرك وأكسرك "
تنقلت بنظري بين عينيها المحدقة بي تترقب جوابي ثم مددت أصابعي
لعينيها ومسحتها بأطرافها وقلت " كما أخبرتك أنتي تستطيعين قراءة
أفكاري ولا أريد الجواب مني أنا "
ثم أنزلت يدي ودسستها في جيبي مرغَما ومبعدا لها عن وجهها ونظري
لازال يبحث في عينيها مخافة من جوابها , لا تقوليها يا سراب لا تضني
بي السوء مجددا وترميني به بلسان حاد وقاسي , خوني توقعاتي أرجوك