بعد مرور خمسة أعوام
أمسك كتفي بيده وقال مبتسما " تصور من الضابط الذي سيباشر عمله
اليوم متدربا "
نظرت له باستغراب وقلت " ضابط ومتدرب ! كيف تكون هذه ؟ "
ضحك وابعد يده وقال " أجل ضابط متدرب , وصل قرار تعيينه لي مباشرة
من الوزارة , خريج كلية الشرطة حديثا وبدل أن يكون ضابطا سيكون
متدربا وقد تم نزع النجوم من كتفي سترته أيضا "
نظرت له بعدم فهم واستيعاب وقلت " عقيد أواس قل شيئا مفهوما
يا رجل "
دار خلف مكتبه وقال " أمجد جابر حلمي "
نظرت له بصدمة وقلت " ابن الوزير !! "
هز رأسه بنعم وقال " وبقرار من والده "
لم أعرف ما أقول وبما أعلق وكيف اركب الجملة في رأسي من أساسه وكنت
سأتحدث فطرق أحدهم الباب ودخل منه وضرب التحية , كان شابا في الثالثة أو
الرابعة والعشرين من العمر له طول وأكتاف عريضة وجسد رياضي متناسق
وشعر بني ناعم كثيف , بشرة بيضاء وملامح جميلة مسترخية بها جاذبية غريبة
وكان ببذلة ضباط الشرطة فوجهت نظري لكتفيه فورا وكانا بالفعل بلا نجوم فهذا
الشخص المعني إذا , ابن الوزير ويعمل هنا !! لا ومتدربا بعد كل هذه السنوات
التي درسها ! وعلمت عنه أنه من المتفوقين في كليته وبشكل ملفت للنظر ! ابن
وزير يفترض أنه يمسك مركزا في الشرطة أو الجيش حتى إن كان فاشلا صعلوكا
فكيف إن كان ناجحا مثله !! تحرك أواس من خلف الطاولة وقال " هذا هوا
الرائد آسر من ستكون رفيقا له هذا الأسبوع فهوا المسئول عن جميع
وحدات جنوب العاصمة وشرقها "
قال من فوره " وأنا تحت أمره "
لم أستطع إمساك ضحكتي وقلت " قل قسما أنك أمجد ابن وزير
الداخلية وليست طرفة منكما "
قال مبتسما " بلى ومستعد أن أريك بطاقتي "
قلت باستغراب " وكيف رضيت له أن يذلك هكذا يا رجل "
قال من فوره " بل راض تماما وموافق وعليا أن أتبث جدارتي وأن أستحق
كل رتبة سآخذها كما بَنا هوا نفسه درجة درجة واستحق ما صار عليه "
هززت رأسي وقلت بإعجاب " ابن والدك حقا وبارك الله فيما رباك عليه "
قال بفخر " وفي التي ربتني قبله "
تحركت جهة الباب قائلا " اتبعني إذا وويلك مني يا ابن الوزير "