بقيت لوقت أحدق في الجالسة على طرف سريري وبصدمة , هل هذه عمته
التي تزوجتها !! هل هي حقا أم أنها واحدة أخرى ؟ هذه ليست كما تخيلت ولا
نصف ما في مخيلتي عن عمرها ! نظرت نظرة شاملة لجسدا المتناسق مع لباسها
المخصر فهذه الأنواع من الفساتين لطالما كانت تعجبني فهي تعطي المرأة هيبة
عمرها وتشعرك بأصالتها , نظرت لوجهها للعينين الواسعة والرموش الكثيفة
المنسدلة للأسفل وللبشرة الصافية والشفاه الممتلئة قليلا , هذه أجمل حتى من ابنتها
لم يخبرني ابن شقيقها أنها صغيرة وجميلة , حمحمت موقظا نفسي مما أنا فيه
وأغلقت الباب بإدارة يدي خلف ظهري ونظري لازال على شعرها البني شديد
النعومة المحتضن لكتفيها , رِفعت هل هذا ما كنت تبلبل به لنفسك بأنك ستفصلها
عنك وأنها لن تكون هنا إلا لتبتعد عن منزل شقيقها وتنقد ابنتها من والدها وزوجته
أين طار كل ذاك يا أحمق يا عقيد يا من قررت أن لا تشاركك امرأة غرفتك بعد
زواجك السابق , تأففت من نفسي ومن أفكاري فوقفت الجالسة هناك من فورها
وقالت ببحة وتوتر " آسفة سأخرج حالا لا تفهم وجودي بشكل خاطئ "
ابتسمت أمسح طرفي شاربي الخفيف بأطراف أصابعي ثم توجهت لطاولة التزيين
أخلع ساعتي فقالت بصوت منخفض " أعلم بظروف زواجك بي ويمكنني
أخذ غرفة وحدي وأعدك لن أضايقك أبدا فقط كي لا تلاحظ ابنتي "
أخرجت هاتفي ومحفظتي أضعهم على الطاولة موليا ظهري لها لكانت رأت
ابتسامتي فهذه المرأة تبدوا خائفة مني فهل أنا وحش لهذه الدرجة , التفتُّ لها
بسرعة وعقدت حاجباي وقلت بجدية وحزم " والمطلوب مني الآن "
كدت أضحك عليها حين ارتجف جسدها وقالت بدون تركيز " سأفعل ما تريد
سأكون خادمة لك أيضا فقط أبقي ابنتي معي وبعيدا عنهم "
انفجرتُ حينها ضاحكا على نظراتها المصدومة لي ثم قلت " ضننت أن هذه
الفكرة يأخذها عني ابنة شقيقي وبنات شقيقتي فقط وليس الجميع "
بقيَت تنظر لي بذات صدمتها ليظهر لون عينيها البني فقلت مبتسما
" من قال لك عني أني وحش ومتوحش سامحك الله "
قالت بعدم استيعاب " ظننتك رافضا لوجودي هنا ومجبرا
من أجل أواس "
ماتت ابتسامتي ما أن ذكرت اسمه وتنهدت بحزن ثم توجهت نحوها