بارت 20

1.6K 38 2
                                    

تركت المنزل والمدينة وعدت من حيث كنت أتيت لمزرعتنا

لأضرب المشوار في ثلاث , لو كان يوم غير هذا اليوم ما فكرت

أن أرجع كل هذه المسافة من جديد لكني حقا لا أريد أن أكون هناك

وأسمع سيلا من عبارات والدتي وهي تذكرني بأنها ابنة خالي ويتيمة

وخالي لن يرضى بذلك وكلام الناس ووووو وفي النهاية تنسى تماما

ما قالته لي أمامهم واستنقاصها لي كرجل وسيجبرني خالي رفعت على

إرجاعها ولو كارها , أخرجت هاتفي والجميع من حولي في حديث

وضحك مستمرين ثم أعدته لجيبي فلا أريد فتحه ولا حل لأتصل به

إلا بأخذ هاتف من غيري فمن سيجدي لهذا الغرض ؟ أدرت نظري

حتى وقع على الجالس فوق ظهر الكرسي وقدميه على مقعدته ينظر

للنافذة بجواره وهاتفه الليلة أزعج الجميع فلا أجاب عليه ولا أغلقه

ولم يكن هذا الشخص سوا أواس , وهوا آخر من توقعت أن يطلب مني

أن يكون معنا هنا دون أن أطلبها منه ويرفض بسبب أشغاله كأغلب

الأحيان , رغم أن حاله دائما لا يعجب أحدا لكنه الآن لا يعجبني أكثر

من قبل فيبدوا صافنا منذ وصلنا ويشغل باله أمر ما وما لا نقاش لاثنين

فيه أن زوجته الجديدة السبب فلا هَم لدى ثلاثتنا سواهن وأواس لا يعرف

شيئا في الحياة أسمه بوح بشيء في داخله ولن أستطيع سؤاله فهوا أكثر

شخص يكره أن يتحدث أحد مهما كان عن امرأة تخصه حتى لو كانت

عمته أو والدته المتوفاة فلازلت أرى فيه الرجل الذي دُفن مع الأجداد

من سنين من كانوا ذكر اسم الزوجة أو الأم أمامه من رجل آخر يعدها

جريمة فكيف بالحديث عنها أو السؤال , كنت سأقف وأتوجه نحوه لولا

أوقفني صوت عزام قائلا " إياس بشرنا طلبة كلية الشرطة أن النظام

تغير قليلا ليرحمونا في هذه السنة الأخيرة "

قلت ببرود " نم واحلم بها فمنذ أمسك الوزير الجديد منصبه من أعوام

قلب الجيش والشرطة رأسا على عقب ولن تخرج منها إلا بعظم بلا جلد "

قال مراد ضاحكا " وجهز نفسك لدورات قاتلة كالتي أخذها ابن

عمك هذا وكان يقضي نصفها في المستشفى "

أشرت له برأسي وقلت " فضله على رأسي لولاه لما كنت تحركت

من مكاني ونهايتي شرطي عند غيري يتأمر عليا طوال الوقت

جابر حلمي قفز بنا للأمام قفزة فاقت كل توقعاتنا "

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن