قالت بتألم " آي نعم هنا دلكيه جيدا يا ترجمان "
تأففت وقلت وأنا أعيد لها ياقة قميصها " تعبت يداي , ثم أنا
لست أقل تعبا منك لقد تحطم ظهري اليوم مثلك "
أغلقت زر بيجامتها وقابلتني قائلة " على إياس أن يجد حلا
غيرنا فنحن لن نتحمل هذه الأعمال "
أغلقت علبة كريم تدليك المفاصل وقلت " لا أعلم كيف يصرف
أغلب العمال ويجعلنا ننظف جميع الحظائر تلك ؟؟ شقيقك
هذا لا عقل لديه بالتأكيد "
قالت وهي تحرك رأسها وكتفها " قال إن تركهم أو جلب من
يقوم بكل هذا العمل فلن تكفي الأموال لباقي مخططاته للمزرعة
والخيول وهوا قسّم العمل لأيام كي لا يتعبنا لكننا من غبائنا أردنا
إنجاز أغلبه في يوم واحد وها هي جاءت النتيجة "
رفعت خصلتي بطرف أصبعي لأدسها خف أذني وقلت
" جربي نصيحتك الرائعة إذاً "
رمت يدها في وجهي بلامبالاة ثم قالت " لا تصدقي من
رأيت اليوم "
نظرت لها ببرود وقلت " من غير الخيول والوحل "
ضحكت وقالت " الشجر والشمس أيضا "
ثم ماتت ضحكتها وقالت " ترجمان هل أخبرتك أن حالك
لم يعجبني اليوم ونحن في الخارج "
هززت رأسي بلا وقلت " لم تخبريني ولا أريد أن أعلم ولا أجيب "
تنهدت وقالت " لو أستطيع الدخول لرأسك يا ترجمان "
تجاهلتها ولم أعلق , هل كنت مسخرة وملاحظة لهذا الحد ؟؟ لا أنكر
أني تضايقت من تجاهله لي اليوم تحديدا ونحن نعمل في الإسطبلات
رغم أنها عادته من مدة لكن منظره اليوم وثيابه المتسخة وعمله الجاد
وبنشاط وهمة جعلاني تأملته للحظة فأمسك بي حينها ونظر لي ببرود
أحرق أعصابي وعكر مزاجي لباقي اليوم , هه مغرور وصدّق نفسه
حقا , أيقضني من شرودي يداها التي صفقت أمام وجهي وقالت
" أين وصلتِ سيدة ترجمان "
دفعت يداها من أمام وجهي وقلت " وهل تدعي أحدا يسافر لمكان "
انفتح باب الغرفة حينها دون أن يطرق أحد ودخل منه إياس فنظرت
له باستغراب والتفتت سدين لترى من الداخل , غريب ما هذه الزيارة
لغرفتي الليلة فهوا لم يفعلها سابقا قط أم أنه يريد سدين !؟؟ لكن إن
أرادها فعلا فلما لم يناديها من الخارج كعادته ؟ اقترب منا وقال ناظرا