سجنت نفسي في غرفتي لساعات ولم أخرج إلا حين أخبرتني
الخادمة أن إياس عاد ويريد رؤيتي , لابد وأن والدتي أخبرته
فما سيبرئني الآن حتى لو قال بسام حقيقة ما حدث فلن يصدقه
أحد وهي سمعت اسمي منه أي أنه يعرف جيدا رقم هاتفي وكأنه
يحادثني من قبل ولن يقف الأمر هنا فسيتسبب بمشكلة بين إياس
وبسام ومن ثم مع عمي وجميع أبنائه , دخلت غرفة الجلوس
حيث كانا لتركض ندى نحوي فهي لم تراني طوال اليوم لأني
كنت في حالة لا أستطيع أن أرى فيها أحدا , تعلقت بساقاي
فوقفت أمي من فورها وتوجهت نحونا وحملتها وخرجت قائلة
" سأخرج منها أنا هذه المرة ولنرى نهاية كل هذا "
ثم خرجت ونظري يتبعها بصدمة ... ما تعني بهذه المرة هل
هي مصيبة جديدة غير تلك !! نظرت لإياس فكان ينظر لي
نظرة غريبة لم أرها سابقا , لا بل رأيتها مرة حين علم بخروجي
مع مصطفى في الماضي , نظرة تقول بكل وضوح خذلتني فيك
يا رغد , بلعت غصة كبيرة مع ريقي ونظرت للأرض فقال
بهدوء " أغلقي الباب وتعالي اجلسي يا رغد "
أغلقته وجلست مقابلة له فقال مباشرة " قابلت خالد
عم ابنتك اليوم "
رفعت نظري له بسرعة وحيرة , إذا ليس موضوع بسام هل
تكون والدتي لم تحكي له عنه وهي من حلفت بعد موضوع
مصطفى أن لا تخفي عنه شيئا مهما كان سيئا وقد يتسبب
بمشاكل للجميع , بلعت ريقي وقلت بتوجس
" وماذا يريد "
ابتسم بسخرية وقال " يريدك أنتي "
شهقت بقوة بل بصدمة ووقفت على طولي فوضع ساق على
الأخرى وقال باستهزاء " يريد أن يتزوجك ما أن يطلقك شقيقه
وقال أن سببه ابنتك وأنك ستبقي بدون زواج بعدها وأن مصطفى
سيحارب من أجلها , أعذار واهية لا يقتنع بها ولا طفل
صغير فهاتي أنتي ما لديك "
امتلأت عيناي بالدموع حين عجز لساني عن قول أي شيء
فما سأقول وبماذا سأبرئ نفسي وما سيفكر فيه إياس الآن غير
أن ..... لا بارك الله فيه ولا في أفكاره ولا في اليوم الذي
عرفتهم فيه جميعهم , قال شيئا لم أفهمه أو لم أسمعه لأن أذناي