بارت 55

1.6K 34 5
                                    

تعالت ضحكات الجميع لما يعرض على هذا المسرح الروماني لأشخاص

بلباسهم وأدواتهم وقد نجحوا في إضحاكي فعلا , ففترة بقائي هنا خلال هذين

اليومين عشت عالما مختلفا وكأن الزمن عاد بي للوراء ولولا أن الجالسين

حولي من الحاضر لضننت أني عدت لتلك الحقبة بالفعل , وأكثر ما يضحك

في هؤلاء الممثلين تعثرهم بهذه الثياب وسقوطها وعدم معرفتهم باستخدام

الأسلحة , نظرت للجالس بجانبي يتابع ما يجري مبتسما ثم عدت بنظري لهم

كم هوا شخصية مختلفة بل ورائعة لتعيش امرأة معه فلما حرم إحدى النساء

من رجل مثله لم يعد لهم وجود إلا نادرا ؟ علت التصفيقات والممثلين يحيون

الجمهور معلنين عن نهاية المسرحية وقال عمي رِفعت " الآن سيبدأ عرض

حقيقي للمبارزات قديما وصراع الثيران والأسود هل تريدين مشاهدته

أم نعود للفندق "

نظرت له وقلت بحماس " حقا يعرضون هذا أيضا ؟ "

ضحك وقال " نعم لكن ليس هنا "

قلت بذات حماسي " أجل فمسارح القتال لديهم مخصصة لذلك

وليست كهذه "

وقف وقال " ظننتك ستخافين كأغلب النساء ؟ فهيا فالعرض

مشوق وحقيقي أيضا "

وقفت من فوري ولحقته أسأله عن هوية من يُقدِمون على هذا ولا يخافون

وعلمت أن في الأمر مغريات مالية وأغلب من يفعلها ليسوا عرب وهم حقا

أغبياء ففي تلك الحقبة كان الرجال يتمتعون بالقوة البدنية ويبنون أجسادهم من

الصغر على القتال فما يدفع هؤلاء لفعل أمور شاقة هكذا ويواجهون أسدا

شرسا أو ثورا هائجا , وصلنا هناك مبهورة من المبنى ومن إتقانهم في بنائه

حيث كان دائريا وله أبواب عديدة تحيط به تليها سلالم توصلك للمقاعد الحجرية

التي تطل على الساحة الرملية الدائرية المحاطة بالمدرجات من جميع جوانبها

جلسنا هناك حيث انتشر في باقي المدرجات رجل كثر ونساء بلباس كلباسهم

ذاك الوقت والتيجان التي تأخذ شكل غصن الشجر على رءوس البعض ومنهم

من يمسك أغصانا للزيتون أو سعف نخيل يلوحون بها وما هي إلا لحظات

وأعلنوا عن بداية الجولة وفتحت الأبواب في الأسفل ودخل من أحدها رجل

نحيل شديد النحول فنظرت له باستغراب بل وصدمة فما في هذا الرجل ينفع

للقتال , ودخل من الباب الآخر رجل بدين بالكاد يمشي فتعالت الضحكات

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن