بقينا نتبادل النظرات التي لا تشبه بعضها أبدا فبقدر ما كانت نظراتي له تحكي
الصدمة بل والورطة العظمى هوا كان ينظر لي بجمود أقرب للبرود حتى قال
" ماذا تفعل هنا يا ابن شقيقتي وفي هذا الوقت ؟ "
نظرت فورا للباب الذي انفتح ودخلت منه ترجمان وأغلقته واتكأت عليه ونظرت
لي وعضت شفتها تنظر لخالي وكأنها تخبرني أنهه اكتشف الأمر من نفسه وأنها
تورطت قبلي , قال عندما طال صمتي " أتدخل من شرفات الغرف لمنزل فيه
ثلاث نساء اثنان منهن لا يحللن لك "
قلت من فوري " دخلت لغرفة زوجتي فقط ولم ترى أي منهما
شبح وجهي ولم أرى ضفرهما "
وقف على طوله وقال بسخرية " ومن يراك يا ذكي من الذي سيخبره إلى أين
تدخل ؟ وتعلم أنه ثمة فتاة هنا والدها وأعمامها على قيد الحياة لو علم أي
منهم بدخول رجل ليلا لمنزلي سيضرونها ووالدتها "
قلت بجدية " لن يفكروا حتى في الاقتراب منها وهي تحت عينك
وأنت تعلم ذلك جيدا "
قال بحدة " رائع أتحفتني حقا يا بطل "
أبعدت نظري عنه وزفرت بضيق ولم أعلق فأشار بإصبعه على
الطاولة وقال " وقع هذه فورا "
نظرت للورقة فوقها ثم له وقلت " أوقع ماذا ؟ "
أشار لها مجددا وقال بحزم ناظرا لي " ورقة طلاقها طبعا ولا
أراك هنا مجددا "
قلت بصدمة " ماذا !! طلاقها "
قال من فوره " نعم وأمامي الآن أو قسما رأيت مني ما تعلمه جيدا "
شعرت بالدماء تفور في رأسي وقلت بغضب " لا هذه لن يحلم بها أحد "
صرخ بغضب أكبر " وأرني كيف ستتحداني وما ستفعل وسأريك ما أقدر عليه "
قلت بضيق " تفصلني من عملي , تنكرني وتحرمني من رؤيتك ولن تعترف
بي , كلها قاسية ومدمرة لكن طلاقها أسوء بالنسبة لي "
أشار للورقة مجددا وقال " كل ذلك هين أمام ما ستراه إن لم توقع الآن "
نظرت للواقفة هناك لم يبدر منها أي رد فعل وكأنها تعلم بما ينوي ولم تناقشه
أبدا ثم قلت " إن طلبت هي ذلك أفعلها وغيره لا ولا على قطع عنقي "
نظرت لي بصدمة والتفت هوا لها وقال بحزم " انطقيها هيا وبسرعة "
نظرت لي من فورها فنظرت لها بجمود وجدية وكأني أخبرها أن كل شيء الآن
بيدها فهي يمكنها الخروج معي من هنا فورا وخالي سيرضى إن عاجلا أو آجلا