بارت 38

2K 36 3
                                    

نظرنا لبعضنا ثلاثتنا ثم لهما لترتفع يد إياس لظهرها وتقدم

سائرا بها نحونا وقال " هذه والدتي يا سهاد "

فاقتربت منها وقبلت رأسها قائلة " عِمتي مساءا عَمّتي "

كانت لكنتها غريبة بعض الشيء وكأنها تخرج بعض الحروف

بصعوبة وإن كانت حرف أو حرفين لكنها واضحة , ركزت نظري

على عينا إياس الذي كان ينظر لي ورغما عني كانت عيناي تلومه

لست أعلم على ماذا تحديدا لكني حاولت أن أرسل بها نظرات حقد

ولا مبالاة فقط , لم أستطع مجاهدتها لتبعد نظرها عن عينيه فأرغمتها

على تغيير تعبيرها ومهما كان وفهمه منهما فلا يهم المهم أن لا

يفهم أنه لوما وعتابا , قالت حينها صاحبة البشرة الشاحبة

" من منكما رغد ومن سدين "

حولت حينها نظري من عينيه لها وقلت بثبات " بل أنا ترجمان "

شحب لونها أكثر وعلتها نظرة الصدمة بادئ الأمر ثم نظرت

لإياس وعادت بنظرها لي سريعا وقالت مبتسمة

" سررت بلقائك "

قلت بهمس " شكرا "

وغادرت من أمامهم متوجهة للسلالم من فوري وصعدت لغرفتي

دخلت وأغلقت الباب خلفي وجلست على السرير ممسكة هاتفي

جربت الاتصال بسراب ولم تجب ودُرر هاتفها كان مقفلا فرميته

جانبا وتوجهت للأريكة جلست وشغلت التلفاز لحظة ما طرق أحدهم

باب غرفتي ودخلت منه سدين قائلة بابتسامة " مرحا لترجمان

دمرتها بثقتك بنفسك وسرقت نظر إياس منها لك "

قلت بسخرية وأنا اقلب القنوات " لم يكن سوا ترقب منه لردة

فعلي يا بلهاء , ولا تتسلي بي وتراقبيني مجددا "

قفزت جالسة بجواري وقالت " لم أحبها ومن النظرة الأولى

فدعينا نتفق ونزيحها من الطريق "

حركت كتفي بلامبالاة وقلت " لا يهم عندي "

وقد كرهت شعور الاشتعال في داخلي منها فعليا أن لا أهتم لن أهتم

أبدا , رميت جهاز التحكم جانبا وقلت " ما قصة لسانها الأعوج "

ضحكت كثيرا وقالت " نزلت طائرتها من ساعات فقط

قادمة من روسيا "

نظرت لها باستغراب وقلت " روسية "

حركت كتفها وقالت " قال أن والدتها روسية أما والدها فعربي "

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن