تسللت أشعة الشمس الذهبية تداعب عيناها البُنية بينما تسير بخطواتٍ مسرعة في إحدى قاعات حفلات التخرج لكلية الطب، أمسكت بيديها اليُمنى حقيبتها السوداء وبالأخرى آلة تصوير. .
تسارعت خطواتها أكثر بينما رأسها كان ملتفتًا للخلف تنظر بسعادة لأختها التي ستتخرج اليوم، اصطدمت في طريقها بإحدى العاملين في المكان وقبل أن تدرك شيء كانت الكاميرا تقع أرضًا مرتطمة بسيراميك الأرضية الصلب.
خرجت شهقة قوية منها ووضعت يديها على فمها بصدمةٍ حيث تصنمت في مكانها لوهلةٍ في محاولة لإستيعاب ما حدث ومن ثم أنحنت تلتقط الكاميرا تتأكد هل أصابها مكروه فوجدت أن العدسة قد كُسِرت بالفعل.
"ءء أنا آسف جدًا بجد مكنتش واخد بالي وأنا ماشي، والله بجد آسف جدًا، الكاميرا حصلها حاجة؟"
قالها العامل بنبرة معتذررة بتقطع وبدأت يديه بالأرتعاش بتوتر، ماذا لو حدث شئ للكاميرا؟ هل سيقدر على تعويض صاحبتها بالمال؟ وماذا إن لم يقدر؟ هل سترفع دعوى قضائية نحوه؟كانت الأفكار تتصارع بعقله ولكنه تأكد من سوء حظه عندما وجد صاحبة الكاميرا تنظر لها بأعين يكاد يفيض الدمع منها وارتعشت شفتاها ببكاء خافت حزين ولحظات وكانت ترتفع شهقاتها الباكية بينما يحاول العامل الإعتذار ثانية بندمٍ ظهر جليًا في نبرته
جاءت أختها 'هاجر' من الخلف وضعت يديها على كتف الأخرى بأستفهام متعجب بينما تنبس بإستفسار:-
"مريم.. موطية كدا ليـ... يا نهار ازرق مالها الكاميرا؟!"سرعان ما شهقت هاجر هيَّ الأخرى تضع يديها على فمها بصدمة وأجابها العامل بنبرة مرتعشة وبصوتٍ مترجي لمسامحة قال:-
"والله ما كان قصدي أنا خبطت فيها والكاميرا وقعت بالغلط."زفرت تحاول تمالك نفسها على عكس الأخرى الّتي كانت تبكي كأنها في عالمٍ آخر، صمتت هاجر للحظات عِدة تحاول جعل أنفاسها منتظمة هادئة وهي ترى العامل واقفًا بأعين تطلب المسامحة فلم تستطِع سوى الهمس بخفوتٍ:-
"خلاص أتفضل أنت."تمتم بشكرٍ وأمتنان بَيِّن قبل أن يغادر:-
"أنا متشكر لحضرتك جدًا بجد."اعتدلت مريم بعد أن اسندتها أختها، احتضنتها وربتت على ظهرها بحنوٍ بينما تهمس:-
"خلاص يا روحي متعيطيش إن شاء الله هتتصلح والله."من بين شهقاتها الباكية ارتفع صوتها بخفوتٍ:-
"يا هاجر دي الكاميرا اللي بابا الله يرحمه جابهالي أنتِ متخيلة!"رمقتها الأخرى بحزنٍ بينما ارتفعت يديها لتربت على خصلاتها بينما تقول بمواساة:-
"أنا هبحث لِك عن فروع الشركة اللي في مصر وإن شاء الله هتتصلح.. متعيطيش بقى يا مريوم."دقائق وكانت تجلس مريم بأكتافٍ متساقطة بحزنٍ وبجوارها جلست هاجر، كانت عيناها حمراءٍ أثر بكاءها وكذلك كانت أنفها أيضًا وعندما اقترب ناحيهم إحدى زملاء هاجر يُلقي التحية بمرحٍ كعادته لاحظ ملامح الأخرى الذابلة فتسائل بقلقٍ:-
"مالها مريم؟ هيَّ كانت بتعيط ولا إيه؟"
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romanceأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...