تلك الفكرة يأبى عقلها أن يصدقها، يرفض ما سمعته وظهر ذلك جليًا في وقفتها.. تساقطت الدموع من عينيها وهيَّ تقف في مفترق الطرق، لا تعرف أين تذهب والأهم من ذلك كله كيف تذهب.
العجز.. شعور سيطر عليها، تملّك عقلها وجعله مشلولًا عن التفكيير.
تنظر حولها ولا تجدهُ، حاولت تخطي خوفها للوصول إليه، تذكرت عبارات الطبيبة عن طريقة تصرفها في موقفٍ كهذا.. تذكرت كلماتها بأنها إن تركت الخوف يتحكم فيها ستبقى هكذا في سجنٍ لن تخرج منهُ.
أغمضت عينيها وهيَّ تحاول تمالك أعصابها، فاقت على صوت رجلٌ على مقربةٍ منها:-
"تاكسي يا أبلة؟"نظرت لهُ بتردد، أتقترب لتصل إليه أم تقف مكانها؟
تذكرت وقوفه دائمًا بجواره لأجلها مهما كان منشغلًا، يقف ويطمئنها فكيف لها تتركه في موقفٍ كهذا.
ارتفعت انفاسها وهيَّ تومئ برأسها بقوة، وقفت بتردد خائف قبل أن تخطو أولى خطواتها داخل سيارة الأجرة التي انطلقت في الطريق يسألها السائق:-
"على فين؟"أخبرته عنوان المستشفى بصوتٍ خافت متقطع، حاولت السيطرة على أنفاسها المرتفعة وصوت أفكارها.. بدأت تلك الذكريات تأتي مرة أخرى أمام عينيها كشريطٍ لحياتها وعلى الناحية الأخرى كانت تكافح جاهدة في إبعادها.. تفكر في المواقف السعيدة بينهم في محاولة منها لتخطي ذلك الخوف.
ضغطت على يديها بأظافرها تلهي نفسها في شيء آخر غير صوت عقلها ودقائق مرت عليها سنواتٍ كانت السيارة تقف أمام المستشفى فسريعًا ما ترجلت للخارج بقدمين لا تقوى على حملِها وعادت مرة أخرى عندما سمعت لصوت السائق هاتفًا:-
"الحساب يا أبلة!"عادت إليه مرة أخرى، حاولت التفتيش في حقيبتها ولكنها لم تجد بها أي مالٍ، نظرت له وهيَّ تقول بتقطع من بين بكائها:-
"أنا.. أنا نسيت الفلوس."نظر لها الآخر قائلًا بطمئنة هادئة عندما لاحظ الوضع الذي هيَّ فيه:-
"خلاص يابنتي ولا يهمك، روحي ربنا يطمنك."لم تكن تملك تلك القدرة على الحديث أو التفكيير وركضت للداخل وقبل أن تصل إلى باب المشفى لمحت هاجر تتقدم نحوها بهدوء وبجوارها لمحت يونس يسير في كاملِ صحته ولم يحدث لهُ شيئًا.
تصنمت في مكانها، بدأت الدموع في عينيها بالتحجر وهيَّ تنظر لهُ يتقدم منها وهمست بصدمةٍ قلِقة:-
"إيه دا!"تقدم منها حتى وقِف أمامها واردف بإبتسامة متوسعة بفخر وسعادة:-
"أنتِ ركبتِ المواصلات عادي."قطبت حاجبيها مندهشة من حديثه، هل كل ما حدث معها وكل ما مرّت به كان لمجرد أن تتخطى خوفها! ما عاصرته منذ ثوانٍ ليس بسيطًا.. شعرت بروحها تخرج منها من شدة الخوف وكل هذا لإجلهِ وفوق كل هذا وجدته يقف أمامه مبتسمًا كأن شيء لم يحدث!
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romanceأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...