العوض..
يمكن أن يكون صديقًا مخلصًا، عائلة حنونة متفهمة أو حتى حبيبٌ يعشق من كُل قلبهِ.تختلف درجات المعاناة في الحياة، كل شخصٍ في حياته جزء لا يُحكى.. وهناك أشخاص تتعافى بالحديث وهناك العكس ولكن يمكن الإتفاق أن لا حياة دون معاناة.. ولا معاناة وصبرٍ دون نتيجة مرضية.
حتى المكافأة يمكن أن لا تاتِ مباشرة، يمكن أن لا تأتِ في الدنيا من الأساس ولكن هناك دائمًا لحظات تمر على الأنسان تجعله يشعر بأن الحياة تستحق أن تُعاش برغم كُل ما بها من سوءٍ.
دعوة في الصباح من والدة لأبنائِها، ابتسامة عابرة من شخصٍ غريب، عناقٍ دافئ من صديق مخلص وحتى يمكن أن تتمثل السعادة في كلمةٍ صغيرة من حبيبٍ تصبح الحياة بجواره تستحق أن تُعاش.
هكذا فكرت رؤى وهيَّ تجلس في غرفتها مساءً، تجهزت واصبحت في كامل أناقتها بالرغم من بساطة مظهرها ولكن السعادة طغت على ملامحها وابتسامتها بالأخص.. كأنها أخيرًا وجدت عوض حزنها ومشاكلها كلهُ.
دقائق وجائت والدتها تطلب منها القدوم للخارج لتحية سليم الذي جاء يطلبُ يديها فخرجت بتوترٍ ملحوظ في حركاتها وعيناها التي لم ترفعها من الأرض برغم قلبها الذي يطالب برؤية وجهه وملامحه المحببة لها.
دقائق وكانت تجلس بجوار والدها بعد أن القت التحية على سليم والذي تعجبت أنه جاء بمفرده، لحظات وكان سليم يعلق عيناه الخضراء عليها بينما يقول ببسمة وثبات:-
"إن شاء الله يا عمي أنا جاي طالب إيد الآنسة رؤى بنت حضرتك."تحمحم والدها لا يدرِ كيف يخبره السؤال ولكن رغم ذلك بادله البسمة بمجاملة بينما يقول:-
"إن شاء الله." ثُم صمت للحظات قليلة وهتف مستفسرًا "بس قولي يا سليم أنتَ والدك مجاش ليه معاك؟"ذلك السؤال كان يجب أن يسأله بصراحةٍ تامة فجاوبه سليم بهدوءٍ:-
"الله يرحمهم، بابا كان ظابط وتوفى في عملية إرهابية وماما الله يرحمها توفَت من سنتين.. عندي أخت أصغر مني بس في سفرية مهمة ومعرفتش تيجي للأسف.. بس هتتعوض مرة تانية أكيد."دعى لهم الجميع بالرحمة، مَر الوقت وهُم يتحدثون وبعد فترة ليست بقصيرة وقف والدها يودع سليم ببسمة بسيطة والذي غادر بعد أن ابتسم لرؤى والتي بادلته هيَّ الأخرى البسمة بخجلٍ مودعةٍ إياه.
دلفت لغرفتها بسعادة بالغة، تحتضن باقة الورود الحمراء ببسمة متوسعة.. تشعر كأنها تطير بخفةٍ كالفراشة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح اليوم التالي، بدأت الشمس في الإشراق وكانت عائلة مريم تتجهز على عكسها فكانت هيَّ تجلس في غرفتها وتتحدث مع يونس هاتفيًا وتقول:-
"بخاف منه يا يونس.. آه مببينش خوفي دا بس أنا مع أول موقف ممكن مقدرش أتصرف، أنتَ هتفضل تكلمني على طول وأنا هناك صح؟"
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Roman d'amourأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...