8- حُبُكِ.. صَعبٌ بأنْ يُعادَ مَرتينْ.

9.5K 637 97
                                    

كان الصوت النقاش مرتفع فدلف يونس خارجًا واضعًا يديه في جيب بنطاله الرمادي وهو يتسائل بتعجب:-
"فيه أي صوتكم عالي؟"
.
فور أن أستمعت الفتاة لصوت يونس ألتفتت بجسدها نحوه وسارت بخطواتها الواثقة حتى وصلت إليه وأحاطت عنقه بذراعها تحتضنه وهي تقول:-
"Babe, i missed you."

سريعًا ما أبتعد عنها وأنزل يديها عن عنقه ثم قال بتفاجئ:-
"ميان؟! أنتِ أي اللي جابك هنا؟"

لاحظ يونس وجود مريم بجوار سلمى والتي سرعان ما أختفت بخطوات سريعة دون أن تنظر له فأدرك ما فكرت به فتأفف غاضبًا ثم قال مشيرًا لميان:-
"تعالي نتكلم في المكتب، سلمى لو سمحتي هاتيلي قهوة وعصير للآنسة."

نظرت له ميان بدهشة وأستنكار وهي تدلف معه غرفة المكتب تحاول مجاراة خطواته السريعة وتقول بحدة طفيفة:-
"آنسة؟! أنتَ بتعاملني برسمية كدا ليه؟"

أغلق الباب ثم ألتفت إليها قائلًا بنبرة جامدة تتخلل فيها بعض الحدة:-
"أنتِ أي اللي جايبك هنا يا ميان؟ أي اللي رجعك أصلًا؟"

كتفت يديها أمام صدرها وهي تنظر لعينيه تقول بأبتسامة صغيرة:-
"خطيبي وحشني وجاية أشوفه، فيها أي؟"

"فيه أني مبقيتش خطيبك ولو فاكرة بردو أنك أنتِ اللي طلبتي نفسخ الخطوبة دي.. جاية دلوقتي ليه تقولي أني خطيبك؟"

تقدمت نحوه بحزن ظهر على ملامحها وقالت بنبرة تستعطفه:-
"أنا آسفة كنت صغيرة مش فاهمة حاجة، أفتكرت أني هبقى كويسة من غيرك بس أكتشفت عكس كدا.. يونس أنا لسه بحبك."

أقترب حاجبية من بعضهما بتعجب يتمتم بنبرة حادة ساخرة:-
"وأنا بقى علاء الدين اللي أول م تقوليله أرجع يرجع عادي ولا كأن حاجة حصلت، ميان أحنا علاقتنا أنتهت ياريت تفهمي.. مش هتفرق بقى مين خلاها تنتهي بس هي بالنسبالي صفحة وأتقفلت ف متفتحيهاش تاني."

نظرت في عينيه مباشرة وسألته بجدية:-
"يونس.. أنتَ فيه حد في حياتك؟"

صمت قليلًا يبعد أنظاره عنها وثم ألتفت بعينيه إليها يردف مؤكدًا:-
"أيوا.. ياريت تحترمي دا."

صمتت قليلًا ثم أقتربت منه أكثر حتى بات لا يفصل بينهما عدة سنتيمترات تتفوه بهدوء:-
"أنا عيشت سنة من حياتي كلها ضايعة ومش مستعدة أضيع الباقي منها..أنا كنت ضايعة وتايهه من غيرك، يونس.. لسه فيه فرصة نرجع لبعض ليه مُصِر تبعدنا؟"

باغتته بوضع يديها على كتفيه وهي تكمل:-
"أنتَ وحشتني، مش كفاية السنين دي كلها بعيد؟"

أنزل يديها وأبتعد هو عنها عدة خطوات وهو يقول مرة أخرى مؤكدا:-
"اللي أنتِ بتعمليه دا ميصحش ومش هقولها تاني يا ميان أحنا صفحة أتقفلت ومش هتتفتح ياريت تتقبلي دا وتكملي حياتك بعيد عني."

أتجه بخطواته وجلس على مقعد المكتب قائلًا بنبرة جامدة:-
"أنا عندي شغل ياريت لو مش وراكِ حاجة تتفضلي."

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن