حلَّ الظلام في الأرجاء عند تمام الساعة السابعة مساءً، ساد الصمت ومريم تسير بخطواتٍ بطيئة حتى وصلت قدميها لقبر والدها، جلست أمامه بخوف طفلٍ ضائع وبأعين دامعة تلألأت فيها عبرات حزينة أغلقت عيناها تبتلع تلك الغصة في حلقها ومن ثم اعادت نظرها نحو القبر تقول بنبرة متحشرجة أثر بكاؤها:-
"وحشتني يا بابا، كان نفسي تكون معايا وتقولي إن كل دا هيعدي وهبقى كويسة."صمتت ببكاء يتخلله صوت شهقات تتمنى أن تزول مع ألمها، دقائق ليست بقليلة عِدة وهي مازالت عند نفس الحال ثُم أردفت بنبرة صوت مبحوح:-
"بيقولوا الميت بيسمع كلام اللي حواليه، أنتَ لو سامعني أنا بس كنت عايزة أقولك إنك وحشتني أوي، الحياة من غيرك صعبة وبتخوف وأنا مش لاقياك معايا، فاكر وأنا صغيرة لما كنت بعيط بليل عشان بحلم أحلام تخوف؟ أنا دلوقتي الأحلام دي بتحصل معايا في الحقيقة بس أنتَ مش موجود تقولي إني قوية وهعدي وهبقى أقوى."تجشرحت نبرة صوتها وأخذت تُجهش في البكاء حتى تعالت أنفاسها وحاولت هيَّ السيطرة عليها قدر المستطاع، تعلقت أعينها على قبر من تُحب وهي تكمل:-
"لو أنتَ بتسمعني فعلًا أنا نفسي تكون فخور بيا يا بابا وتكون عارف إني بحبك أوي، كان نفسي أقولهالك قبل م تموت وأقول إنك أجمل أب في الدنيا، مينفعش ترجع دقيقتين حتى احضنك وتمشي تاني؟"إنْتَحَبَت وتساقطت الدموع كالشلالات على وجنتيها، ظلت تبكِ لمدة ليست بقليلة وعندما هدأت قرأت الفاتحة وتنهدت تغادر وهي تجر قدم وتؤخر أخرى بينما تعود للمنزل سيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقع الخبر عليه كالصاعقة، وقف في مكانه بصدمة وقد شُلت قدماه وهو يستمع لعبارات والدته بأن لديه أخٌ وتوسعت عيناه لا يستوعب ما قيل، ثوانٍ وفتح الباب الُوارِب بقوة مصدرًا صوت حاد أثر ارتطامه بالحائط.
تصنمت والدته في مكانها بأعين حدقت فيه بصدمة لم تكن تتوقعها بالإضافة لعمر الذي كان جالسًا بهدوء على غير المتوقع فلم يصدر منه رد فعل تعبر عن الصدمة، رمش يحيى عدة مرات بعينيه وتقدم نحو والدته متفوهًا بأستفهام يستنكر ما يقوله:-
"أي الكلام دا يا ماما؟"صمتت تنظر نحو عُمر الذي تجاهل نظراتها وهو ينظر ليحيى الذي أكمل بحدة بعد أن لاحظ الصمت المُحيط بالأجواء:-
"مبترديش عليا ليه؟ بابا كان متجوز عليكِ ومخلف بجد؟، م تردي عليا."تلجلجت عباراتها بعد جملته الأخيرة ذات نبرة حادة جعلت قشعريرة تسري في أوصالها وهي تحاول التفسير فلم تستطيع قول جملة واحدة سليمة يُمكن فهمها ولكنه فهم من الأرتباك الملحوظ أن ما قيل كان صحيحًا، توجهت أنظاره نحو عُمر الذي كان يجلس بصمت فقال له يحيى في محاولة لفهم ما يحدث:-
"م حد يفهمني فيه أي! أي الكلام اللي اتقال دا؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/198069450-288-k168388.jpg)
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Roman d'amourأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...