15- مُقَارَنَةٌ خَاسِرَةٌ.

7K 589 102
                                    

انبعثت أشعة الشمس لتضئ الغرفة بهدوء بينما كان يونس نائمًا على فراشه لا يرتدي شيئًا يغطي جزعه العلوي، نائمًا بعد أن خاب أمله ليلًا.. ظل مستيقظًا حتى ساعة متأخرة من الليل يفكر في الرسالة التي وصلته ومن مُرسلها وماذا يعني بأن والدته تخبئ أكثر مما أرسله!

غفى بعد أن قاوم النوم كثيرًا واستيقظ في صباح اليوم التاني على صوت الهاتف، وصل إليه بملامح منزعجة يجيب بصوتٍ ثقيل ناعس:-
"أيوه يا حبيبي."

جاءه صوتٍ خافت مندهش:-
"أنت‌َ لسه نايم؟"

تذكر موعد طبيبها النفسي فأعتدل في جلسته سريعًا وهو يقول معتذرًا:-
"لأ لأ أنا صحيت أهو عشر دقايق وهبقى عندك."

"عادي متستعجلش لسه ساعة ع الميعاد."

تعجب من مهاتفتها له باكرًا واعتقد أن ربما يكون هناك شيء ما فسألها:-
"كنتِ عايزة حاجة طيب؟"

حمحمت الأخرى بأحراج تجيب:-
"عايز الصراحة؟"

"أكيد، أحكي سامعك."

"كنت محتارة ألبس أي طرحة على الطقم وهاجر وماما لو صحيت حد فيهم دلوقتي هتشتم ف قلت أتصل بيك اسألك وكدا بس مش مهم خلاص هلبس أي واحدة عادي."

نفى قائلًا بأبتسامة:-
"لأ أستني هتصل عليكِ فيديو ونختار."

وافقته وأغلق هو المكالمة وعاود الأتصال بها مرة أخرى وجدها تنظر له بذهول، ترى خصلاته السوداء مُبعثرة بعشوائية مُحببه لقلبها وجزعه العلوي العاري فظهرت عظمتي التَرقوة خاصته فحمحمت بأعجاب أخفته وهي تغمض عينيها مشيحة ببصرها لتستعيد تركيزها بعد أن رأته يرمقها بتعجب وأستفهام من حالها فقالت بهدوء:-
"ها ألبس الطرحة السودا ولا البيضا؟"

وضعت الهاتف على المكتب لتبتعد وتريه ملابسها المُكونة من فستان أسود يمتلئ بزهور بيضاء حتى الخصر وحزام من اللون الأسود يتوسط خصرها فأبتسم هو الآخر مجيبًا:-
"الأبيض بيبقى جميل عليكِ البسيه."

اعادت امساك الهاتف بسعادة واومأت له وهي تقول بمزاح:-
"يلا هقفل بقى وأنتَ أستر نفسك بدل م يجيبلك دور برد ولا حاجة."

"دور برد في الصيف؟"
قالها متعجبًا فأجابته هي سريعًا قبل أن تغلق:-
"بقولك أي أستر نفسك وخلاص أنتَ هتخسر حاجة؟ بالسلامة بقى أنا هروح أكوي الطرحة، هتعوز حاجة؟"

ضحك بخفة مجيبًا:-
"لا تسلميلي يا مريوم وهبقى أستر نفسي حاضر عشان ميجيليش دور برد في الصيف."

أغلق الهاتف بعد ثوانٍ وذهب يغتسل قبل أن يبدأ يومه، صلى ركعتين وغادر بهدوء متجاهلًا والدته التي كانت تدعوه لتناول الطعام برفقتها هي ويحيى فتحجج بأنه سيتناول في العمل.

بعد ساعة تقريبًا كانت تقف السيارة أمام عيادة الطبيب النفسي وترجلت مريم بعد أن فتح لها يونس باب السيارة، وقفت بتردد للحظات ثم أكملت سيرها نحو الداخل وقبل أن تدلف للحجرة التي تتواجد بها الطبيبة وجدت يونس يقول مشجعًا:-
"هستناكِ هنا ولما تخلصي عاملك مفاجأة، متقلقيش ومتتوتريش أنا معاكِ، تمام؟"

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن