خبأت حزنها عن عائلتها وأصدقائها، جلست وحيدة في مكان كان يعتاد كليها في الذهاب إليه سويًا وها هيَّ تدلفه الآن بمفردها، تجلس على المقعد وتحتسي المشروب وحيدة بعقلٍ مشتت بين الصراع القائم في داخلها ومقاطعته لها بينما يجلس أمامها بملامحٍ معتذرة لم تراها عليه من قبل.
نظرت له بصدمةٍ لتواجده امتزج بعتابٍ على ما فعلته، صمتت بغير قدرة على الحديث أمام عيناه وعباراته:-
"مبترديش على موبايلك ليه؟""وعايزني أرد عليك ليه؟ عشان تكمل واصلة الإهانة بتاعة آخر مرة؟"
أحاط يديها بيديه وأكمل معتذرًا:-
"متزعليش مني، أنتِ عارفة إني لما بتعصب ببقى مش شايف قدامي ومبقدرش أتحكم في عصبيتي ومكنش قصدي أزُقك كدا."صمتت لا تعرف ماذا تجيبه، قلبها يلقي اللوم عليها وعقلها يخبرها بأن تبتعد ولكن كعادتها كانت المشاعر تأخذ الدور الأهم لتنظر له بعتابٍ وأكمل هو:-
"أنتِ متعرفيش أنا مضغوط قد إيه الفترة دي، كل حاجة مشاكل سواء في الشغل ولا البيت وأنتِ مش قادرة تقدري دا وتقفي معايا في الوقت اللي محتاجلك فيه، كل اللي هامك إنك ترمي اللوم عليا ومش شايفة تصرفاتك معايا عاملة إزاي.""أنا.. أنا مكنتش أعرف إنك متضايق، وأنتَ مبتجيش تحكيلي حاجة."
شدد من عناق يديها وقال:-
"أنا عايزك معايا يا رؤى مش من أول خناقة ما بيننا تبعدي ومترديش عليا، معقولة للدرجادي أنا مش فارق معاكِ!"لمعت الدموع في عينيها بصمتٍ، امتزجت نظراتها بين العتاب والحزن، صمتت كعادتها الّتي لا تقدر على الإعتراض سوى بنظراتها.
صورة تأتي أمامها ولم تكن سوى لعائلة متفككة، حزن بأعماق قلبها ولا تستطيع التعبير عنه، كأن شخصيتها قد اختفت أمام ظروف حياتها، استسلمت لكلماتٍ سلبية وانصاعت للصمت بدلًا من الإعتراض ظنًا منها أن ذلك سيجعلها سعيدة.
أي أعتراض وهيَّ مقيدة، ماضٍ لا يتركها وحيدة بل على عكس ما تمنت كان يؤثر على حياتها مستقبلًا، احتياجها للحب بين عائلتها، فقدانها لعناقٍ دافئ بعد يوم طويل مرهق، كلمات حنونة تستطيع جعل دموعها تتحول لبسمةٍ سعيدة.
ونتيجة لعيشها سنوات تطلب الحب، مع أول عبارة حب جائت إليها، أول كلمة حنونة تصل إليها وأول عبارات مهتمة تسألها عن حالتها، كل هذا جعلها تدرك خوفها من فقدانه، تخشى أن ترجع ثانية للصحراء بحثًا عن نقطة مياه يروي جفاف سنوات بدون كلمة حب صادقة.
ولكنها وافقت على العودة، لأنها تعودت على تواجده، تعودت على كلمة حب تقال لها بين الحين والآخر وتجاهلت عبارات أخرى قاسية، تركت كل ما يجعلها تبتعد واقتربت على أمل أن تجد حب فقدته يومًا وسارت في طريقٍ جاف لا يوجد به سواها وبحثت عن بئر يروي إحتياجها.
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romanceأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...