-الخَاتِمَة-

7.2K 513 45
                                    

الحب؟ ما الحب؟
تلك السكينة الّتي تحتّل القلب، تسكنه فتتلاشى المخاوف.. كأنها قبل رؤيته ما كانت ترى شيء.. كلّ شيء أسود، معتم تغيب عنه الشمس ولكن في لحظة لم تضعها في حسابنها وجدت شعاع الضوء يبعدها عن ظلمة حياتها.. كأنّه شمس ساطعة أنارت حياتها ودفأتها.

وكما كانت الشمس تسلك الطريق لروحها كانت تنير منزلهم الّذي امتلئ حبًّا وعطاءً، حبّ لا مقابل له.. ليس لغرض أو لهدف بل حبّ غير مشروط بشيء، يملئ أركان المنزل ويدفئه بعيدًا عن البرودة القاسية خارجه.

سارت في المطبخ الّذي تسللت إليه أشعة الشمس، وقفت أمام إحدى المزروعات في زاوية وقعت عليها الشمس، امسكت بزجاجة المياه وبدأت تسقط عليها منها بابتسامة طفيفة ارتسمت على ثغرها وسرعان ما التفتت للخلف عندما وجدت ابنتها تنادي عليها فاقتربت تحتضنها بإشراقة وقبَّلت وجنتها تسألها:-
"عاملة إيه يا حبيبتي؟"

"جعانة." قالتها حور بتذمرٍ لتضحك مريم وقائلة وهيَّ تربت على خصلات ابنتها:-
"حاضر يا روحي.. عقبال ما تصحي بابي يبقى الفطار جاهز."

قاطعهم يونس الذّي دلف للمطبخ مبتسمًا بمرح:-
"بابي ملتزم وبيصحى في ميعاده أهو مش محتاج حد يصحيه."

اقترب وقبَّل وجنتة حور وهو يهمس:-
"صباح الخير يا سكر."

احتضنته حور ومال هو بجسده للأمام قليلًا وقبَّل وجنتة مريم هيَّ الأخرى هاتفًا:-
"صباح النور يا حبيبي.. صاحية رايقة يعني مش عوايدك!"

أنهى عبارته بضحكة خفيفة لتبتسم هيَّ برقة متمتمة:-
"عندنا كام يونس يعني هيتكرّم النهاردة."

نزلت حور من بين يديه وذهبت لتجلس على مقعدها على الطاولة بينما تلعب بإحدى العرائس خاصتها فقال يونس:-
"خليكي جدعة للآخر بقى وودي أنتِ حور للحضانة النهاردة."

ضحكت بصخب ونبست بتراجع:-
"لا يا حبيبي متفقناش على كده."

التفت لحور الّتي كانت منشغلة عنهم فارتفع صوته يسألها:-
"حور يا حبيبتي أنتِ عايزة تروحي الحضانة النهاردة؟"

أومأت حور بالنفي ببعض الأمل وظهر الترجي في عينيها ليبتسم يونس بتوسع قائلًا:-
"خلاص يبقى مفيش حضانة النهاردة."

رقصت حور بعشوائية سعيدة وتوجهت نحو يونس تحتضنه بينما على الناحية الأخرى توسعت أعين مريم بذهول وكتّفت يديها أمام صدرها وقالت معترضة:-
"لأ طبعًا مينفعش حور غايبة الأسبوع اللي فات كله!"

"سيبي البت تفرح بقى يا مفترية."

"أنا مفترية؟!" قالتها بعدم تصديق وقد زاد توسع عينيها باستنكار ليغمز لها بطرف عينيه وتمتم متغزلًا:-
"لأ أنتِ قلبي."

توردت وجنتيها بخجل مازال يلازمها ونكزته في كتفه قائلة:-
"ثبتني ثبتني." ثم التفتت لحور قائلة ببسمةٍ هادئة:-
"خلاص يا حور مفيش حضانة النهاردة."

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن