9- هَلْ بَرّدَ نِيرَان قلبِها؟

9.4K 837 116
                                    

توترت الأجواء عند والدة يونس فابتعدت قليلًا بخطوات مضطربة بعيدًا المكان التي تواجدت فيه والذي كان يقابل مقعد عمر أو الشخص الذي جعل التفكير مُلازمًا لها وهي تتسائل ما الذي جاء به بعد كل تلك السنوات الطويلة!

وجدها يونس تسير بخطواتها الغير ثابتة نحو الخارج فأتجه إليها بقلق واضعًا يديه على كتفها ولكنها سرعان ما انتفضت بفزع فسألها الآخر:-
"مالك يا ماما ماشية ليه وشك مخطوف، أنتِ كويسة؟"

ظهرت أبتسامة شاحبة على وجهها وهي تحاول الثبات بينما تجيبه:-
"آه يا حبيبي كويسة أنا بس عايزة أشم شوية هوا فقولت أطلع برا مش أكتر."

لم يطمئن من عباراتها فأمسك بهاتفه الذي كان موضوعًا على الطاولة بجواره وأردف:-
"أستني طيب هاجي معاكِ."

هزت رأسها تنفي سريعًا وهي تزفر قائلة:-
"يونس يا حبيبي أنا كويسة والله، روح خليك مع أخوك عشان لو احتاجك تكون جمبه."

هز رأسه بالإيجاب مرة أخرى وسألها إذا كانت متأكدة من أنها بخير فأكدت عليه بأبتسامتها المعتادة ولكنها كانت شاحبة تلك المرة ثم أكملت سيرها للخارج تتنفس الصعداء.

على الناحية الأخرى كانت مريم واقفة بجوار هاجر حتى وصلت للمكان صديقتها المقربة 'رؤى' فابتعدت مريم سريعًا تسير نحوها بأشتياق وعندما وصلت إليها ضمتها مردفة بعتاب:-
"وحشتيني يا كلبة! بقى كل دا غياب ولما أرن عليكِ مبترديش ليه؟ أوعي تكوني عاملالي بلوك!"

قهقهت الأخرى تجيبها:-
"وهعملك بلوك ليه يا غبية أنتِ؛ الفون بتاعي اتسرق ولسه شارية واحد جديد من قريب."

"مبروك عليكِ يا روحي، اتأخرتي ليه كدا؟ افتكرتك مش هتيجي!"

زفرت بضيق مردفة:-
"كنت بتخانق مع واحد برا قليل الذوق.. تقريبًا كدا ظابط."

ضيقت مريم عينيها تسألها بفضول:-
"حصل أي طيب قولي التفاصيل عايزة أعرف وعرفتي منين أنه ظابط هو لابس الزي العسكري وجاي بيه قاعة أفراح؟!"

"لا يا بنتي هما أصلًا بيبان عليهم من قبل م تشوفي خلقتهم أصلًا، بتلاقيه عنده شنب ولابس أيربودز وماسك في أيده خمستلاف حاجة منهم المحفظة والمفاتيح والفون وكلهم في أيد واحدة وبتلاقيهم لابسين نضارات شمس أغلب الوقت.. هيَّ لازم تتلبس بلا هدف كدا، دا غير أنه جاي بعربية متفيمة ودي لوحدها أكبر دليل أنه ضابط."

ألقت مريم عليها نظرة متعجبة وقالت بأستنكار ودهشة:-
"دا أنتِ المخابرات خسرتك أنتِ اخدتي بالك من التفاصيل دي كلها أزاي!"

ضحكت رؤى ترمقها بغرور ثم ألقت نظرة على المكان تفحصه حتى توقفت ضحكاتها بصدمة تردف بتعجب:-
"ألحقي دا أهو، هو حد من قرايبكم ولا أي؟"

نظرت مريم نحو ما أشارت إليه رؤى تجيبها بدهشة:-
"دا واقف مع يونس! تلاقيه صاحبه ولا صاحب يحيى، بس شكله باين عليه ضابط بجد طلعتي بتفهمي!"

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن