6- كُلٌّ الخطّأَ عليها.

8.2K 611 44
                                    

دلف منزله بخطوات سعيدة تتراقص فرحًا، يدندن كلمات أحدى الأغاني وهو يغلق الباب خلفه.. ثوانٍ وصمت بوجه متهجم واقفًا وأردف غاضبًا:-
"ليلى! أي اللي جابك هنا؟ أزاي تدخلي أصلًا من غير م تعرفيني أنتِ أتجننتي؟"

وقفت ليلى من جلستها على المقعد المريح وتقدمت إليه تسير بدلال حتى وقفت أمامه تحيط عنقه بيديها تتلاعب بخصلات شعره تردف بغنج:-
"أي؟ موحشتكش؟"

أبعد يديها عن عنقه متأففًا وأبتعد بجسدة كاملًا عنها بضجر ومازال الغضب في نبرة صوته:-
"متغيريش الموضوع، جيبتي مفتاح الشقة أزاي؟"

أقتربت مجددًا تصع يديها على صدره العريض وقوست شفتيها بحزن مصطنع تهمس:-
"هو مش أحنا الأتنين واحد يا روحي؟"

"لأ مش واحد يا ليلى، أنتِ عارفة أن مفيش حاجة بيننا أصلًا بطلي تخلقي قصة حب من مفيش!"

توسعت عيناها بعدم فهمت بالأضافة لحاجبيها الذين أنضما لبعضهما وأحاطت خصرها بيديها معترضة تردف بأستنكار مستفهم:-
"مفيش بيننا حاجة؟ والله؟ ودا بأمارة أي؟"

أبعد وجهه عنها بلا مبالاة وقال ببرود كما ملامح وجهه:-
"عادي.. مجرد واحدة بقضي معاها وقت حلو."

شهقت بأستنكار تحيط خصرها بيديها وتردف:-
"نعم يا عنيا! سمعني كدا تاني! لا يا عنيا أنا ليلى يسري عارف يعني أي ولا أعرفك؟"

أقترب لوجهها هامسًا بتحدي:-
"عارف.. وعارف أنك واحدة رخيصة بتيجي للي يدفع أكتر، خاينة.. بتخون صاحبتها مع خطيبها، رخيصة يعني."

"كنت ضربتك على أيديك يا حبيبي وقولتلك تعالى دوب في حبي؟ أنتَ اللي أول م تلاقي واحدة حلوة تمشي تريل وراها."

أبتعد عنها وجلس على المقعد منحنيًا للأمام يفك عقدة حذائه مردفًا بتأفف:-
"بقولك أي! فكك من البوقين الحمضانين دول أنا جاي مبسوط مش ناقص نكد خدي حاجاتك وأتوكلي ع الله مشوفش وش أمك تاني."

أمسكت بحقيبتها تهمس بتوعد:-
"بقى كدا؟ مبقاش أنا ليلى يسري لو موريتكش أقدر أعمل في أمثالك أي يا زبالة."

همس لها لتصمت مشيرًا بيديه للخارج بلامبالاة لما تقوله من عبارات غاضبة بينما هي قد تركته مع مزاجه السعيد تصفع الباب خلفها بقوة!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت تجلس أرضًا مغطاة بقميصها الخفيف الذي قد وصل إلى منتصف قدميها، تجلس ودموعها تسري على وجنتيها بغزارة، شفتيها بدأت تتلون للأزرق ورئتيها لا تشعر بدخول الهواء إليها، تسارعت دقات قلبها وتشنتج جسدها وبدأت تفقد أنفاسها تدريجًا لا تقوى على أستعادتها.

دلف أحدى الحراس للمكان المعزول حاملًا بعض الطعام بهدوء وسرعان ما توتر عندما رآها تتحرك أرضًا بتشنج لا تقوى على أخذ أنفاسها.

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن