"اقتلها."
عبارة تتكون من كلمة واحدة كانت تُقال لطفلٍ صغير عمره لا يتعدى الأربع أعوام، طفلٍ لا يعرف معنىٰ الوطن سوىٰ في أحضان والدته فكيف لهُ أن يقتل الوطن الذي احتضنه وتقبله وبث في أوصاله الأمان والدفئ؟
دموع من عيناه انهمرت كأنها الأمطار في شتاء ديسمبر ترفض ما يحدث ويدٍ صغيرة تحتضن مسدس في لحظة واحدة يمكن أن يقتل اليد الوحيدة التي احتضنتهُ!
مؤسف أن تضعك الحياة في موقفٍ لا يمكنك الأختيار فيه، كان طفلًا لا يدرك ما يحدث من حوله وهو يرىٰ بكاء والدته وتوسلها وعلىٰ الناحية الأخرىٰ يرىٰ نظرات حادة لا ترحم تكاد تقتل من تلتقي عيناه بها.
وضع والده السلاح في يد طفل غير واعٍ لما يحدث من حوله وتردد صوت خالٍ من المشاعر وهو يأمُره:-
"اقتلها."بقوة هز رأسه نافيًا ورفض بما يعرفه من عبارات نظرًا لصغر عمره، ربما لم يكن يدرك معنى الكلمة التي قالها والده ولكن مقاومة والدته وهي تحاول فك قيدها تخبره بعينيها بأن لا يفعل ما يأمره به والده.
أنحنى والده ليصل لمستوى عُمر وأمسك المسدس الذي وقِع أرضًا ووضعه ثانية بيد الطفل الذي تعلقت عيناه بأعين والدته التي اجهشت في البُكاء رافضًا أبتعادها عنهُ.
استقر عُمر في مكانه مرتعدًا بخوفٍ واضح عندما وضع والده يديه يستند بها على كتف الطفل حيث مد يديه للأمام ليجعلها تُمسك بالمسدس مرة أخرىٰ يُحيط الكف الصغير الذي رَسَخَ علىٰ الزِّنَاد قهرًا بواسطة يدٍ قوية أمسكتهُ.
حاولت والدته التكلم ولكن منعتها قطعة من القماش وُضِعت علىٰ فمها تمنعها من التحدث، إسْتَدْمَعَت عيناها إستغاثة وشحب وجهها وتوسعت عيناها في ذعر بَيِّن عندما استمعت لعبارة جافة قِيلت بصوتٍ غليظ تتردد أثره أرجاء المكان الهادئ:-
"أول حاجة لازم تتعلمها عشان تعيش أن الخاين ملوش مكان غير قبره، بس حتىٰ القبر هيَّ متستاهلوش.. كلاب السكك تستاهل تاكل عضمها لحد م ينتهي أثرها."صمت دام لأقل من ثانية وانطلقت رَّصاصة بمسدس كان يمسكه عُمر ضاغطًا بأصابعه الصغيرة علىٰ الزِّناد ولكن في حقيقة الأمر كان والده ممسكًا بالمسدس يُجبره على أطلاق الرَّصاصة.
استقرت الرَّصاصة في جسد والدة عُمر لتهوىٰ بجسدها أرضًا وانتشرت الدماء من حولها بينما عيناها أستسلمت فأغلقتها وكانت آخر ما رآته بكاء أبنها الوحيد الذي قيده والده بزراعيه يمنعه من الوصول لوالدته المُلقاة أرضًا.
كان هذا آخِر ما رأته بينما آخِر ما سمِعته كانت عبارة قيلت بجفاء كأن شيء لم يحدث منذ ثوانٍ معدودة:-
"كدا أنتَ اتعلمت أول درس وعرفت أي عقاب الخاين عندي، أنا مش بلومك على قتلها لإنها تستاهل.. بكرا تتعود."اغلقت عيناها مستسلمة لواقع الأمر وعندما حاول عُمر الركض نحو والدته بتشنج وبُكاء منعته يدٍ قوية امسكته لترفع جسده عن على الأرض مغادرًا بهِ رغم أرتفاع صوته مناديًا على والدته بصراخ يرجوها أن تأخذه معها.
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romanceأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...