"عندنا في البلد مفيش حاجة اسمها فترة خطوبة واظن أنتَ عارف إن دا اللي يصح، مريم تبقى حفيدتي وتحت مسؤوليتي مهما حصل من خلافات، عايزها يبقى تكتب عليها غير كدا معندناش بنات للجواز."
جُملة قيلت بجدية وحزم جعلت الجميع في صدمة كاملة على عكس يونس الذي كان جالسًا بهدوء، توسعت ملامح مريم في أستنكار حاد تحاول استيعاب نا قيل وصمت ساد لثوانٍ قبل أن يقول الجد بهدوء وجدية عندما رأى أن الصمت هو سيد الموقف:-
"أنا شايف أن مفيش اعتراض.. كتب الكتاب هيبقى الخميس الجاي أن شاء الله."ارتفع صوت مريم معترضًا بنبرة حادة:-
"لأ طبعًا فيه اعتراض، أنا ساكته عشان مقلش أدبي."نظرت لها والدتها بحزم تقول بصرامة:-
"مريم متعليش صوتك واتكلمي مع جدك بأحترام!""عمومًا الكلام دا كلام رجالة مينفعش تتدخلي فيه، علمي بنتك الأصول يا إيمان عشان ميصحش اللي بتعمله دا"
كاد كلاهما أن يعترض ونظرت مريم بشراسة وأندفاع وقبل أن تجيب قال يونس بهدوء:-
"أنا عايز اتكلم مع مريم الأول دا بعد أذن حضرتك طبعًا."رمقه الجد بنظرات ممتعضة للحظات ثم اومأ له، نظر يونس لمريم ونهض كلاهما يدلفان لشرفة المنزل، كتفت يديها أمام صدرها وسريعًا ما نظرت له بشراسة تقول بأندفاعية:-
"أنتَ موافق على الكلام اللي بيقال برا دا؟""أنا مش موافق على حاجة أنتِ مش هتستريحي فيها."
نطقَ عبارته بنبرة بثّت في روحها الطمأنينة شعرت بسكينة لثوانٍ وارتخت أعصابها وملامحها المتجهِّمة ثم أكمل هو بنفس النبرة الحنونة:-
"مريم أنا بحبك، قولتلهالك قبل كدا وهقولها على طول وعايزك معايا النهاردة قبل بكرا بس عايزك أنتِ كمان عايزاني، لو مش موافقة على كتب الكتاب وشايفة إن دا اللي هيريحك أنا هطلع أقولهم كدا ومحدش هيقدر يعمل حاجة أنتِ مش عايزاها."طالعته بحيرة من أمرها، جميع الأفكار تلاشت أمام كلامته الحنونة، شعرت بطمأنينة لطالما افتقدتها ولم تجدها سوىٰ في عيناه التي تحتضنها وتحتضن خوفها وقلقها الدائم، أكمل هو ما بدأ بنبرة طغىٰ فيها الحب:-
"أنا بحبك ومش هجبرك على حاجة حتى لو عايزها، أنتِ عايزة أي دلوقتي وأنا هعمله؟"تلاشىٰ العقل والمنطق ولم يتبقى سوىٰ نبضات قلبها التي همّت بالأرتفاع ونظراتها التي لم تتزحزح عن عيناه، تلك الكتلة السوداء تغطيها أهداب كثيفة وتحتويها نظرة مطمئنة.. نظرة واحدة فقط كافية لأيقاف الأفكار برأسها، أبتسامة بسيطة تكفي لمحو الحزن بقلبها فماذا تُريد أكثر من هذا؟
تنهدت بعمقٍ تحت سيطرة عيناه وبنبرة صادقة نطقت لأول مرة:-
"أنا بحبك يا يونس، كل يوم بتأكد إني مش هلاقي زيك ولو متبقي ثانية من عُمري هتمنى أعيشها معاك."توسعت أبتسامته بسعادة وهو يقول بمرح:-
"لقد هرمنا يا شيخة والله."ضحكت بخجل وبدأت تستوعب ما قالته، صمتت وتوردت وجنتيها وهي تشيح ببصرها بعيدًا تقول بأرتباك:-
"مش هنطلع؟"
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romanceأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...