16- نِساء أحرار.

6.7K 569 20
                                    

الثالثة فجرًا..
الأجواء هادئة حيث ارتفع صوت اذاعة القرآن الكريم في المنزل وكانت والدة مريم قد استيقظت لتصلي الفجر، مر الوقت وهي تتلو القرآن الكريم ومن ثم ذهبت لغرفة ابنتها مريم، جلست بجوارها على الفراش بهدوء تمسد على خصلات شعرها بحزن ظهر في عينيها، تنهدت تخرج بعض مما تحمله بقلبها وهي تراقب مريم.

لاحظت تشنج ملامحها والخوف الذي ظهر عليها رغم أنها نائمة فأدركت أنها تحلم بأحدى الكوابيس كعادتها في الفترة الماضية، اقتربت تهز كتفيها بهدوء عندما تعالت صراخات مريم بأستنجاد وخوف كأنها في عالم آخر لا تشعر فيه بأي شيء سوى ذكريات مما حدث معها.

انتفض جسد مريم عند محاولة والدتها في ايقاظها بينما استقظت هاجر أثر صوت مريم المرتفع، بملامح شاحبة وانفاس متسارعة نظرت لوالدتها بأعين دامعة حمراء، تقدمت والدتها لتحتضنها رغم الرجفة الواضحة على مريم وخوفها البَيِّن، مر من الوقت الكثير حتى هدأت مريم في أحضان والدتها التي كانت تطمئنها قائلة:- 
"إهدي يا حبيبتي متقلقيش مفيش حاجة هتحصل أنتِ كويسة ومعانا محدش هيقدر ييجي جمبك."

مع تكرار عبارات والدتها المطمئنة بدأت مريم في السكون وأدراك ما حولها وأنها كانت تحلم بأحدى الكوابيس كعادتها في الفترة الماضية، لم تنبث ببنتِ شَفَةٍ وظلت شاردة بأعين خاوية في الفراغ امامها، حاولت هاجر ان تتحدث معها ولكن مريم اتخذت الصًمت صديقًا يرافها حتى عادت لنومها مرة اخرى تضم قدميها لصدرها غير واعية لما حولها.

امرت والدتها هاجر بان تذهب للنوم مرة أخرى وعادت تجلس هيَّ بجوار مريم وتقرأ ما تيسر لها من القرآن الكريم وتدعي الله ان يحمي ابنتها من كل شر وسوء، تنهدت قبل نومها تلقي عليها نظرة أخيرة وهي تنحني تقبل جبينها بحزن على حالة ابنتها التي لم تعتاد عليها بعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في سيارة عمر كان يحيى جالسًا يقود وبجواره جلس عمر بملامح جامدة ولم يتحدث فساد الصمت لدقائق قبل أن يقول يحيى متسائلًا:-

"يسطا هو أنا واخدلك إذن من المستشفى بالعافية ف تقوم رايح مستشفلى تانية، هو أنتَ عايز تشلني يابني؟"

رمقه عمر بطرف عينيه قائلًا:-

"سوق وأنتَ ساكت."

هدأت السيارة وقال يحيى متذمرًا بضيق:-

"لأ بقولك أي يا حبيبي عشان نبقى على نور كدا أنا مش سواق الأوبر بتاعك ف سيبني اتكلم براحتي وإلا والله أروحك تاني ولا هتفرق معايا."

تأفف عمر وصمت فقال عمربأبتسامة منتصرة:-

"ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا، قولي بقى رايح المستشفى دي ليه؟ قصرنا معاك في حاجة؟ دا أنتَ في مستشفى خمس نجوم وبنعاملك ملك ياض.. دا انا وصيتهم يزودولك الملح في الأكل والله."

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن