تبقى الخيانة خيانةً مهما تعددت أسبابها، وتبقى الطعنة تؤلم مهما مرَّ عليها الدهر.
ركضت نحوها بخطى متعثرة، كادت تصدمها سيارة ما وكادت تقع مرة أخرى حتى وصلت إليها، لم تستوعب عيناها ما رأته، أختها واقعة غارقة في دمائها، عينيها منفتحة على مصرعيها كأنها ثُبِتت على الصدمة والألم الأخير الذي حدث لها قبل مقتلها.
وقعت أرضًا بجوارها، وامتدت يديها المرتجفة لتحيط وجه أختها، حاولت التحدث صارخة بإستنجاد ولكن كل ما خرج منها كانت عبارة متوسلة باكية وهيَّ تضرب على وجنتها بخفةٍ:-
"نيرة.. نيرة فوقي، عشان خاطري."كانت في عالمٍ آخر، رغم أن نيرة افقدتها حياتها وسعادتها، خانتها وطعنتها ولكن مشاعر الأخوة بالنسبة لها كانت هيَّ المؤثرة في موقفٍ كهذا، ذرفت الدموع ألمًا وتوسل فقط لتستيقظ.. كأنها لم تكن سببًا في حزنها يومًا.
"نيـرة فوقي.." خرجت منها ثانيةً بنبرة مبحوحة وهيَّ تجهش في بكاءٍ غير مصدق، سرعان ما نظرت في أملٍ طفيف ونطقت:-
"أنا آسفة خلاص، فوقي والله وهسمعك، أنتِ كنتِ عايزة تقوليلي حاجة.. والله هسمعك مش همشي وأسيبك."وكأنها تغرق في منتصف المحيط، لا أحد سواها ولا حياة لمن تُنادي، وتنادي هيَّ مستغيثة بلا فائدة، تصرخ وتطلب من الذي دفعها للمياه بكلِّ قسوة أن يأتي مرة ثانية.. لينتشلها!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"على جثتي يا يونس! بقولك خليته يطلب فراخ مشوية وعايزني أروح معاك! طيب استنى آكل الفراخ الأول ونروح." بتوسلٍ قالها يحيى محتضنًا ذراع عمر الذي وقف منكمشًا على نفسه بدهشةٍ وبسمةٍ صغيرة وهو يردف ليونس مستسمحًا:-
"خلاص يا عم سيبه النهاردة، ليه محسسني إنه في خامسة إبتدائي؟"ومن ثُم التفت ليحيى الذي يحتضن ذارعه وابعده عنه بطرف يديه وارتسم على ثغره بسمة مستفزة وهو يقول:-
"وأنتَ أبعد عني شوية مبحبش التلزيق دا."التصق به أكثر وهو يبادله الإبتسامة بأكثر منها سماجة كما عبارته:-
"أنا بحبه يا سيدي ملكش دعوة."نظر ليونس وقال متأففًا بنفاذ صبر:-
"بقولك إيه خده معاك أنا رجعت في كلامي."قهقه بخفةٍ وصمت قليلًا بتفكير وبعد لحظاتٍ عاد ببصره إلى عمر وهو يسأله مضيقًا بعينيه:-
"كنت بتقول فيه فراخ مشوية باين؟"أجاب يحيى سريعًا بحماسٍ:-
"من عند المطعم اللي بتحبه كمان."حك عنقه بحرجٍ طفيف وهو يجيب ذامًا شفتيه بكبرياءٍ:-
"أنا بقول ممكن نقعد شوية.. عشان يحيى ميزعلش طبعًا."أكد عمر على حديثه وأومأ متفوهًا بجديةٍ:-
"آه طبعًا عشان يحيى."في تلك اللحظات كان انسحب يحيى من بينهم وغادر نحو المطبخ، وقف أمام الثلاجة بحيرةٍ وارتفع صوته هاتفًا:-
"واد يا عمر أنا مبحبش الجبنة الدومتي، مفيش عبور؟"
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romanceأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...