10- أَصْبَحَتْ بخِفَّة الفَراشَة.

8.8K 633 167
                                    

يوم الخميس:
«البداية دائمًا بكوب شاي.»

في الساعة السادسة صباحًا كانت الأجواء هادئة والهواء لطيف منعش وكان هذا ما كتبته مريم في دفتر يومياتها بينما ترتشف بضع قطرات من كوب الشاي خاصتها وكان عقلها منشغلًا بالتفكير في يونس ومسنادته الدائمة لها، تشجيعه الدائم وحبه الكبير للشاي وكأن الأمر معديًا فأصبحت هي الأخرى لا تستطيع اكمال يومها بدون كوب من الشاي وأدركت سبب الحب الخاص بذلك المشروب الساحر.

ارتسمت أبتسامة صغيرة على ثغرها وهي تغلق الدفتر وتنظر أمامها في سكينة وهدوء واضح، تذكرت كيف مر اليومين الماضيين بعد مغادرتها من قاعة المحاكمة والحكم على زين بخمس عشر عامًا، جلست تتذكر مساندة يونس لها وهي تبكي على ما مضى وعلى ما هو قادم.. تذكرت قوله الدائم بأنه سيبقى بجوارها دائمًا، سيدعمها وسيظل حبها يستوطن قلبه.

تنهدت بخفة تتذكر مجئ يونس مع عائلته اليوم ليتقدم لخطبتها، شعرت بالأضطراب بعض الشيء ومشاعر لطيفة تدغدغ قلبها فأبتسمت بسعادة وهي تمسك بهاتفها تنوي ارسال إليه رسالة تعبر عن مدى أمتنانها لتواجده معها فكتبت عدة مرات وكانت سريعًا ما تحذف ما تكتبه حتى تركت هاتفها تزفر بضيق.

انارت شاشة هاتفها بعد ثوانٍ قليلًا وأمسكت به لتجد أحدى الرسائل من يونس تحتوي على:
_كنتِ بتكتبي أي دا كله ومبعتيهوش؟

أرتفعت دقات قلبها وامسكت بالهاتف تراسله:
_كنت عايزة اقولك صباح الخير مش أكتر.

_يااه مكنتش متوقع إن صباح الخير صعبة للدرجادي عشان تتكتب في ربع ساعة.

جاءها رده بعد ثوانٍ قليلة فحاولت تغيير مجرى الحديث وهي تسأله:
_أنتَ صاحي بدري كدا ليه؟

_أنا لسه منمتش وأنتِ صاحية بدري ليه؟

_أنا متعودة أصحى في الوقت دا أصلًا بس منمتش ليه؟ المفروض عندك شغل كمان شوية كدا هتنام وأنتَ قاعد ع المكتب.

أرسل وجه يغمز وهو يراسلها قائلًا إليها:
_قلقانة عليا؟ قولي إنك قلقانة متنكريش.

انتشرت حُمرة طفيفة في وجنتيها وهي تراسله وظهر شبح أبتسامة صغيرة على ثغرها بينما تكتب هاربة من حديثه كعادتها:
_بقولك أي أنا هقوم أفطر عشان متأخرش ع الشغل، أصل زي م قولتلك المدير بعيد عنك هيطردني بالتأخير دا كله.

_والله أنتِ واخده فكرة غلط دا المدير بيحبك حتى وبيقولك خدي أجازة النهاردة وهو بليل هيجيلك بنفسه، شوفتي كرم أكتر من كدا؟

_ولا هشوف كرم أكتر من كدا.

ظلت مريم تحادثه لمدة زادت عن ساعة بينما ضحكاتها لم تتلاشى من على ملامحها وهي تحادثه وعينيها ظهر فيها سعادة لم تكن تدركها من قبل.

مرت الساعات حتى حان موعد وصوله إلى منزلها، تجهزت وارتدت فستان بسيط من اللون الزهري وحجاب أبيض أظهر جمال ملامحها كما أنها اضافت لمسات بسيطة من مساحيق التجميل على ملامحها وجلست تنتظره هي وصديقتها رؤى وأختها التي كانت تتحدث مع يحيى هاتفيًا.

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن