28- تُحِيطَهُ الدِمَاء.

5.6K 483 167
                                    

وقفت أمام المرآة ببسمةٍ متوسعة تنظر لفستانها الأزرق البسيط والذي أعطاها مظهر رقيق بالإضافة إلى تلك اللمسات الهادئة من مستحضرات التجميل والتي أعطتها رونقًا خاصًا.

لمعت عيناها بسعادةٍ ودلف رائِف أخاها الأصغر بملامحٍ متذمرة سرعان ما تبدلت لأخرى منبهرة عندما رآها فتوسعت شفتيه الصغيرة وارتفع حاجبه بأعجابٍ وهو يهمس:-
"الله يا رؤى أنتِ شكلك جميل أوي."

ابتسمت وانحنت لمستواه تشكره على عباراتهِ المادحة وأمسكت بربطة عنقه تربطها لأجلهِ لأنها تعرف عدم قدرته على فعلها كالمعتاد ومن ثُم قبّلت أعلى رأسه بحبٍ وهيَّ تمسد على خصلات شعره الأشقر.

كانت الأجواء في المنزل مرتبكةٍ، والدها غاضب بلا أسبابٍ واقنعت هيَّ نفسها بأنه ربما يكون غاضبًا من العمل قليلًا على عكس والدتها التي كانت هادئة بشكلٍ غير معقول، تنتقي الملابس التي ستقابل بها الضيوف بعنايةٍ لها ولإبنتها خوفًا من المظهر العام أمام الجميع وهذا ما سبب ضغطًا لرؤى رغم الملابس الجميلة التي انتقتها لها والدتها.

بُعِثت إليها رسالة من سليم أنه بالطريق ويقترب من المنزل فأخبرت والدها وعادت مرة أخرى للغرفة تنتظر مجيئهُ.

دقائق وكان يصل أمام المنزل، خرجت هيَّ ببسمةٍ مرتبكة رقيقة وجلست بجوارهُ وعلى الناحية الأخرى كانت تجلس أخته الصغرى والتي تعرفت عليها ولاحظت أسلوبها اللطيف وابتسامتها الرقيقة مثلها.

اتفقوا على كلِ شيء ومن ثُم ارتفعت الأيدي تقرأ الفاتحة وارتفعت الأصوات تتمنى لهم بحياةٍ سعيدة.

جلس الجميع في لحظات سعيدة لا تخلو من الجِدية في التعاملات، ذهبت رؤى لتحضر أكواب العصير وعادت مرة أخرى وهيَّ تعلق عيناها على سليم بفرحٍ لم تشعر بهِ مسبقًا.

استأذن هو والدها بأن يأخذ رؤى ويذهبوا للتمشية قليلًا مؤكدًا إعادتهُ لها في وقتٍ غير متأخر، وافق الآخر على مضضٍ وبعد نصف ساعة تقريبًا كانت تجلس رؤى على ذلك المقعد في مقهى راقي وانبعثت في الخلفة صوت موسيقى هادئة.

"أختك عسولة خالص يا بختكم ببعض، كان نِفسي طول عمري يبقى عندي أخت بنت." قالتها هيَّ بحماسٍ على عكس تصرفاتها الهادئة في العادة فنظر لها هو ببسمةٍ بسيطة مجيبًا بنبرة لامبالية:-
"والله الموضوع مش زي م أنتِ متخيلة كدا مفيش أسوء من الأخوات البنات عمومًا."

قطبت حاجبيها متعجبة وبتجهمٍ زائف هتفت:-
"دا ليه بقى إن شاء الله."

"كائنات مستفزة، عايزة أهتمام طول الوقت كأن مفيش في الحياة مسئوليات غيرها وأنا عمومًا أغلب الوقت مببقاش فاضي ف علاقتنا مش أحسن حاجة من بعد م ماما توفت بالذات."

تعجبت من إجابتهُ فطالعته بإستفهامٍ وتفوهت:-
"مش فاهمة إيه المشكلة في إنها عايزة أهتمام أغلب الوقت؟"

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن