دموع تساقطت قسرًا، إستسلام تملّك مشاعرها وظهر بوضوحٍ في يديها التي تساقطت أرضًا بجوارها، لا تقدر على الإرتفاع وتجفيف دموعها فتساقطت بإنهيارٍ.
ظلت على وضعها هكذا لساعاتٍ حتى غفت في جلستها بدون وعي، استيقظت على هزة عنيفة من والدتها التي أجبرتها على التجهز لمقابلة من تقدم لخطبتها لتومئ بصمتٍ ووقفت ترتدي ما انتقته لها والدتها.
فستان رقيق الشكل، غامق اللون كـ روحها الباهتة وعينيها الذابلة ووجنتها الحمراء والتي مازالت صفعته بها، لا يزول أثرها وخبئتها هيَّ بإحدى مستحضرات التجميل.
في تمام الثامنة كانت تدلف خارج غرفتها، منكسة الرأس خزيًا وإستسلامًا وليس خجلًا، لم ترفع عيناها بناءً على أوامر والدها وعندما فقط رفعت عيناها لترى من المتقدم لخطبتها.. كانت تجده.
جالسًا يبتسم لها بصفاءٍ، عيناه ذات الأهداب الكثيفة عُلِقت بعيناها المندهشة، ظلت على وضعها هكذا لثوانٍ وانتبهت لحالتها لتتحرك وتلس على المقعد بجوار والدته التي لاحظت التجَّهم والإعتراض جليًا على ملامحها.
"طبعًا أنا كنت فاتحت حضرتك مع الموضوع قبل وكدا وكنت جاي النهاردة عشان أطلب إيد فاطمة بنت حضرتك يا عمي." قالها ببسمةٍ بعد دقائق من الصمت، اجتاح التوتر ملامحها وسُلِبَت منها أنفاسها الّتي مازالت لا تستوعب ماذا يجري.
لكنها رغم صدمتها كانت تتمنى لو يُلغى كل شيء، أن يذهب هو كأنه لم يأتي ويتركها وحيدة كما ارادت، ولكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن وها هيَّ تجلس في مقابلته وعيناها المعلقة عليه عُلِقت أرضًا عندما رأت نظرات والدها الحادة إليها.
"أنتَ شكلك ابن أصول يابني وأنا موافق، بس عندي شرط." بهدوءٍ لا يوحي بشخصيته العصبية أردف جملته، لمعت السخرية في عيناها وهيَّ تراه يتحدث بتلك الطريقة ولكن اختفها مع عبارة علي الّتي تفوه بها:-
"أكيد يا عمي، أؤمر.""إن شاء الله أنا مش عايز فترة الخطوبة تطَول، يعني شهر كدا ولا حاجة وتكتبوا الكتاب."
في تلك المرة ارتفع صوت والدته المعارض والذي حاولت صبغه بنبرةٍ هادئة حتى لا تضايق ابنها:-
"المفروض يتعرفوا على بعض الأول يمكن حد فيهم ميبقاش مناسب للتاني ويبعدوا، بدل ما تتحسب على ابني جوازة."مع عبارتها الأخيرة كانت تنظر لفاطمة وتقصدها في حديثها، نظر علي لوالدته غاضبًا للتراجع عن معارضتها قليلًا وجلست بصمتٍ في حين قال سامح بصوتٍ أجش:-
"والله هو ده دا اللي عندي.""ماشي يا عمي اللي تشوفه، أهم حاجة تكون فاطمة موافقة." مع عبارته كان يريد أن يعرف رأيها لأنه شك في موافقتها بناءً على ملامحها الجامدة والصمت الذي حلَّ عليها ولكن تخيبت أماله في سماع رأيها عندما نظر لها والدها مطولًا ومن ثُم قال بجديةٍ:-
"مفيش رأي بعد رأيي، وفاطمة موافقة."
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romansأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...