تلاعب على أوتار قلبها بحرفية عازف متقن للآلة الموسيقية الّتي يتعامل معها، يدرك مساكن ضعفها الذي تعتقد هيَّ أنها تخبئها خلف قناع زائف من القوة والشراسة، دلف لحلبة المصارعة متيقن أنه سيفوز بقلبها ومن ثم يمكنه تحطيمه وقتما شاء.
اختفى في وقتٍ احتاجت إليه فيه واقترب في الوقت الذي كان بشعر بفراغٍ في حياته فملأه برفقتها وعندما كانت تتكاثر عليه المشاغل كان يتركها ثانية بعد أن أزال قناع القوة الذي كان يخبئ ضعفها، وهكذا كان هو.. يتركها في صراعٍ يتزايد بداخلها، أكانت مخطئة في عبارة قالتها بتلقائية؟ أم في نظرة حب نبت وسط صحراء قاحلة؟ صحراء لا حب فيها ولا تعاطف.. ولا حتى نظرة خاطئة تطمئنها!
ابعدت تلك الأفكار من عقلها، دلفت للمنزل لترى والدها جالسًا على مقعده يقرأ الصحيفة كعادته وبدون أن تذهب لتلقي التحية عليه فهو لم ينتبه لتواجدها من الأساس لتتركه هيَّ في مجلسه صاعدة للأعلى.
لم يرفع عينيه عن الصحيفة بل قال وهو مازال يقرأ فيها:-
"استني عايزك."عادت بخطواتها ثانية، نظر لوجهها الشاحب وعينيها الّتي مازال يظهر فيها أثر بكاء دام طويلًا وبعد لحظات تمعن هو بعيناه إلى النظر إليها كان يسئلها:-
"مرجعتيش عالشغل ليه إمبارح؟ أنتِ فاكراه لعب عيال!"بخفوتٍ ونبرةٍ مبحوحة قالت:-
"آسفة مش هتتكرر تاني."كانت تقف بينما تضم يديها أمامها في إحترام ولم تلحظ الخاتم الذي لم يعد في يديها ولكن لاحظه هو ليسألها بجمودٍ وترقُب ينتظر منها أن تنفي ما جاء بعقله من أفكار:-
"دبلتك فين؟"لا تعرف كيف تخبره بما حدث، بسؤالٍ واحد كان يفتح جرحًا حاولت تجاهله كأنه لم يحدث، كمعنى أصح لحالتها، كانت تهرب منه؛ فالهرب -بالنسبة إليها- نجاة، تهرب من ذكرياتها ومن حياتها على إعتقادٍ منها أنها هكذا كانت تتخطى.
بدأ يفهم هو الأمر من نظرة عينيها الهاربة من لقاء مَحْتوم، وبصوته الذي يتواجد بعلقها دائمًا برفقة ذكريات تحزننها، رمقها بأعين حادة تهربت هيَّ منها لتستقر عينيها حيث موضع قدميها بينما يقول:-
"عشان لما أبقى أقولك إنه مينفعكيش تبقي تسمعي كلامي."حاولت التبرير بخفوتٍ:-
"والله حاولت بس هو.."قاطعها بحدةٍ كعادته، بصوتٍ دَبَّ الخوف ثانية في أوصالها:-
"أطلعي أوضتك ومتخرجيش منها."فرت دمعة هاربة من عينيها كما هربت هيَّ بخطواتها للأعلى، صعدت بسرعة وتسابقت دموعها على التساقط وشهقاتها في الإرتفاع حزنًا وعندما حاول أخيها الصغير الركض خلفها حتى لا يتركها حزينة كان يمنعه صوت والده صارخًا به:-
"متتحركش من مكانك يا رائف."التفتت هيَّ إلى أخيها ووالدها الذي رمقته بأعين تتمنى لو كان معها مجرد أب لا يخيفها، يدعمها في قراراتها وينصحها إن كانت خاطئة ولكنه كان عكس ذلك، كان أول من يلقي عليها الذنب فاعتادت على نفسها الخطأ وبأنها مهما حاولت، حتى إن بذلت من الجهد ما لم يبذله أحد من قبل، لن تبقى في أعين أحِبتها كافية.
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Romansaأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...